
منهج النظر في دراسة القانون مقارناً بالشريعة
Author(s) -
طارق البشري
Publication year - 1996
Publication title -
al-fikr al-islāmī al-muʿāṣir
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2707-5168
pISSN - 2707-515X
DOI - 10.35632/citj.v2i5.2011
Subject(s) - computer science
قد يكون تناولي لهذا الموضوع مما يجري على غير ما يتوقع السادة واضعو برامج الندوة، وعلى غير ما فهمت أولاً مما هو مطلوب. بل إنه يجري الآن على غير ما بدأت به دراسة الموضوع وعلى غير ما شرعت بكتابته في البداية. وموضوعات المحور الثالث في الندوة عن تدريس "القانون والشريعة"، وأول البحوث عن منهج دراسة القانون المقارن، وثانيهما عن المنهج المقارن في دراسة الشريعة، وثالثهما الذي تتعلق به هذه الورقة هو عن مناهج دراسة القانون مقارناً بالشريعة، ومناهج تدريسها تدريساً مقارناً، ومدى صلاحية كل منها.
وقد بدأت بالمعتاد والمتوقع، بدأت بمطالعة عينات للدراسات وكتب التدريس التي اتبعت الأسلوب المقارن، ووقفت كثيراً بين إمكان اختيار العينات لذلك وإمكان "المسح" بالقدر المتيسر للجهد الفردي، كما ترددت بين التقاط الظواهر العامة في هذا الشأن ومحاولة التدقيق في تفاصيل العملية التي تتبع في وضع المقارنة. ثم فجأة القي في ذهني السؤال عما نريد من هذه الدراسة، وما هو معيار التقويم لصحة هذه المناهج أو فسادها، ومعيار التقويم هنا لا ترد الحاجة إليه فقط لمعرفة مدى الصواب والخطأ، وإنما هو لازم لاختيار المادة المبحوثة. فنحن لا نستطيع أن نجمع مادة أي بحث إلا إذا كان لدينا معيار مسبق لما نأخذه وما نتركه، مما نرى له وجه دلالة في السياق المبحوث فنأخذه، أو لا نرى له دلالة مؤثرة في المجال المبحوث فنتركه. وبعبارة أخرى، إننا لا نستطيع أن نجيب في أمر ما قبل أن يتجلى لنا السؤال عن هذا الأمر.
والسؤال الأول هو: ما الذي نريد من هذه المقارنة التي نجريها بين القانون والشريعة ؟ إن ما نريده وما نحدده هدفاً لنا يتوقف عليه تقدير مدى صواب منهج المقارنة أو خطأه وتقدير أفضلية منهج على غيره لأن المنهج طريق ينتسب إلى الغاية منه. في مرحلة ما أردنا إثبات أن الشريعة لا تقل عن القانون الوضعي، من حيث الاستجابة لحاجات الناس، وما أكثر ما جمع باحثونا بين هذه الدلالات يستخلصونها من مقارنتهم.
بدأت المقارنة مع الشك الذي أصاب العقل المسلم في قدرة الفكر السائد في مجتمع على تحقيق النهضة المرجوة، بعد أن بهره تفوق الغرب وانتصاره على المسلمين بحكوماتهم ونظمهم، وبعد أن بهره ما أراه من نظم وممارسات في المجتمعات الأوروبية فقام يستنهض أمته بعقد المقارنات وباستخلاص ما قدّر نفعه لدى الغرب ينقله ويعمل على ضمه واستيعابه في أطره المرجعية الإسلامية ومعايير احتكامه المستمدة من هذه الأطر. ويتجلى هذا في اجتهادات الشيخ محمد عبده ومن جرى على نهجه من العلماء والمصلحين ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.