أزمة المجتمع العربي في الخطاب العربي المعاصر

تبدو الإشكاليات الفكرية التي يشتغل عليها الخطاب العربي المعاصر محدودة ومحصورة بعدد قليل من القضايا، فمنذ اشتغاله في ثنائيات من مثل: الأصالة والمعاصرة، والتراث والحداثة، والشورى والديمقراطية، والإسلام والغرب، ومفهوم العقلانية واللاعقلانية، وغيرها، نلحظ أن أحد طرفي هذه الثنائيات كان دائماً مستنسخاً من الفكر الغربي في سياق تطوره التاريخي، وأحياناً تكون الإشكالية نفسها منقولة من الفكر الغربي، ويُطلب من الفكر العربي الاشتغال عليها كما يحدث الآن مع تيار ما بعد الحداثة. إننا لو حصرنا عدد هذه الإشكاليات لوجدناه ضئيلاً، وينتهي بعدد محدود جداً، على الرغم من مرور أكثر من قرنين على بداية دخول العالم العربي صدمة الحداثة، إلا أن الخطاب العربي دائماً ما كان يعيد ويجدد قوله في هذه القضايا، ولا يخف الجدل حولها إلا بعد انقضاء الزمن التاريخي الذي يرافق ظهورها، دون أن تكون هذه الإشكاليات قد وصلت إلى حالة من النضج الفكري والمعرفي، الذي يُمكِّنها من الاستفادة من القضايا المتشابكة والمتداخلة. أولاً: عوامل البناء الحضاري كان المؤرخ الفرنسي (فرناند بروديل) قد ميّز في كتابه (المتوسط والعالم المتوسطي)[1] بين طبقات تاريخية ثلاث، تلازمها أزمنة أو وتائر زمنية ثلاث، يمكن تحديدها بما يأتي ... للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF  في اعلى يمين الصفحة.