
المتكلم في محاضرة البابا من هو؟
Author(s) -
أبو يعرب المرزوقي
Publication year - 2007
Publication title -
al-fikr al-islāmī al-muʿāṣir
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2707-5168
pISSN - 2707-515X
DOI - 10.35632/citj.v13i49.1261
Subject(s) - psychology
لما قرأت عنوان المحاضرة[1] التي ألقاها البابا في إحدى جامعات مسقط رأسه، اشتد عندي حب الاطلاع. كنت أنتظر خطاباً يجمع بين حميمية السيرة الذاتية وجدية المفكر الجامعي، الذي وصل إلى ذروة السلطة: جمعاً بين رئاسة المؤسسة الروحية، والمؤسسة السياسية الغربيتين التقليديتين. أربع صفات اجتمعت في رجل: تجديد العهد مع الجامعة (أستاذ جامعي)، والفكر (مفكر يتأمل الشأن الإنساني)، وكونه الحبر الأكبر (البابا)، ورئيس دولة (دولة الفاتيكان). وهي صفات كان يتوقع من صاحبها أن يأتي بالعجائب، وكان من المفروض أن يقدم لنا درساً نموذجياً في الموضوع الذي اختاره؛ فيقول في جوهر الإيمان والعقل ما يعالج أزمة الإنسانية، خاصة مع زعم المتكلم أنه جاعل منهما مادة للعلم، بمعناه الأكاديمي الراقي والمتحرر، بمنظور الواجب من المذهبية والانحياز اللاهوتي المقيت.
لكن ما قرأته لم يكن سيرة ذاتية تطل على الإنسانية من أبعاد المسألة الروحية، بل هي سيرة ذاتية مقصورة على مدخل للكلام على أزمة التعليم اللاهوتي الكاثوليكي في النظام الجامعي الأوروبي. لم تكن مدخلا لخطاب يوجه إلى الإنسانية لعلاج أزمتها الروحية، كما قد يوحي حدا العنوان: الإيمان والعقل، بل هي مخاطبة الإنسان الأوروبي الذي حصر في تاريخ الأديان عنده تاريخ العالم كله، وذلك من منطلق أزمة العلاقة بين ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.