ظاهرة العولمة ومساراتها بين المقاربة الأيديولوجية والمقاربة الحضارية

يتناول هذا البحث تحليل ظاهرة العولمة وبعض إشكالاتها الأيديولوجية والمنهجية والمعرفية والحضارية العامة. ويحاول البحث النظر في مفهوم العولمة، واستكشاف أبعاده المختلفة في إطار أكثر شمولاً، ووفق رؤية حضارية أكثر تكاملاً. ويهدف البحث إلى تقديم بعض المداخل التي تصلح لتطوير مقاربات أكثر علمية وموضوعية لمسألة العولمة وتأثيراتها. ويركز البحث على بيان ضرورة صياغة مقاربة حضارية للعولمة، تسمح بتحقيق التوجيه الحضاري لمضامينها ومساراتها وأنساقها وأهدافها، بعد أن غرقت وارتمت في أحضان أنصار التوجيه الأيديولوجي المصلحي على حساب المصالح الحضارية الإنسانية العليا في كثير من الممارسات والفعاليات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية. وليس من شك في أن موضوع العولمة أصبح من أهم الموضوعات الأكثر تداولا بين الناس في ظروفنا العالمية الراهنة، فسواء تعلق الأمر بالدوائر الرسمية، أو الشعبية، أو بالدوائر الفكرية، أو الثقافية، أو السياسية، أو الاقتصادية، أو الأمنية، أو الإعلامية، أو التقنية، أو غيرها، فمسألة العولمة أصبحت تلقي بثقلها على الوعي والفكر الإنساني بحثاً عن الفهم والتفسير والتوجيه المناسب والصحيح لقواها وفعاليتها، التي لم تعدْ تحت السيطرة الكاملة لمجتمع أو دولة بعينها. وبدأ الإنسان العربي والمسلم، كغيره من شعوب العالم، يستشعر خطورة الموقف أمام هذه الظاهرة الفاعلة، حتى كأن الإنسان المعاصر يفكر في بعض أحيانه أن مصيره ومصير مجتمعه وثقافته وحضارته قد أصبح بين يدي ما ... للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF  في اعلى يمين الصفحة.