
التحيز في الفكر التربوي الغربي
Author(s) -
فتحي ملكاوي
Publication year - 2004
Publication title -
al-fikr al-islāmī al-muʿāṣir
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2707-5168
pISSN - 2707-515X
DOI - 10.35632/citj.v10i38-37.1419
Subject(s) - materials science
التحيز هو فعل الوقوع في حيز وهو إشغال فسحة في المكان أو الفراغ، أو أخذ موقع ضمن فئة أو جماعة. كما جاء في القرآن الكريم: وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ (الأنفال: ١٦ ). والتحيز ليس بالضرورة صفة سلبية أو عيباً مستنكراً. بل على العكس من ذلك ربما يكون من المستنكر أن ينتسب المرء إلى غير حيزه الطبيعي، أو توضع القضية خارج حيزها المنطقي.
وقد يكون التحيز صفة سلبية أحياناً في حالة القاضي الذي لا يحكم بين طرفي الخصومة، في ضوء الأدلة، بل يتحيز إلى أحد الطرفين رغم أن الأدلة تكون في صالح الطرف الآخر.
وعلم التربية واحد من العلوم الاجتماعية[1] باعتباره يبحث في أمور الناس وشؤون اجتماعهم وسلوكهم، مثله في ذلك مثل علم الاجتماع والاقتصاد والفلسفة. ولكنه يختلف عنها في أنه علم ممارسة وتطبيق شبيه الطب والهندسة. وظهور هذا العلم بصورة مجال معرفي محدد أمر مستحدث مثل سائر العلوم التي تولدت من رحم الفلسفة في سياق نشأة العلوم الحديثة في السياق الغربي.
ولكن التربية بمعناها العام الذي يتضمن المهنة التي تقوم بها المربي لتشئة الصغار وتنميتهم بالزيادة والتطوير والتحسين، أو بمعناها الخاص الذي يتضمن جهود المعلمين في التعليم وجهود المتعلمين في التعلم، حقيقة أزلية ترتبط أصولها ببدء الخلق فالله سبحانه وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا (البقرة: ٣١)، وآدم يتولى تعليم الملائكة قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ (البقرة: ٣٣)، وكانت النبوة وسيلة لتعليم أقوامهم وتربيتهم وإرشادهم، وكانت تربية الصغار من مهام الأسرة وكان الحكماء والعلماء يعلمون من دونهم في العلم من الناس ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.