غشية الاستحواذ والوجد الشاماني في ضوء العقيدة الإسلامية

يهدف هذا البحث إلى التعريف بالعقائد الشامانية من حيث طبيعتها، وتاريخها، والتركيز على السمة الرئيسية التي تقوم عليها؛ وهي الاعتقاد بوجود عالم غيبي يتألف من آلهة وأرواح، وإمكانية التواصل معها من خلال خاصية الغشية والوجد، كما يعرف شخص الشامان المكون الجوهري الذي تدور حوله هذه العقائد، ويشرح ظاهرة التغير في الوعي الشاماني ويبين أقسامها، ويسلط الضوء على موقف الإسلام منها من خلال الكشف عن حقيقتها. وتوصل هذا البحث إلى جملة من النتائج أهمها: أن الشامانية، بحسب المفهوم الغربي، هي ظاهرة سحرية دينية، ولها سمات عقدية خاصة، تمخض عنها العديد من الممارسات المنحرفة، التي وجدت بشكل متفرق في كل الديانات والثقافات تقريبا. وأن الشامان، هو الوحيد القادر على تلبية الحاجة الإنسانية من الرغبة في التواصل مع المقدس السماوي، بحسب زعمه، من خلال قدرته على إطلاق روحه، والطيران بها إلى العوالم الميتافيزيقية، يمر خلالها بعدة حالات من التغير في الوعي والتي تسمى الغشية، والمتضمنة لكل من الاستحواذ والوجد، وهي تختلف من حيث طبيعتها وسيطرته عليها، ويستحضر الشامان هذه الغشية في جلساته؛ بواسطة الطبل، والرقص، والمواد المخدرة، وأساليب التعذيب أحيانا، مقدماً خدمات التعافي والعرافة لأفراد مجتمعه المحلي. وأخيرا، أن ما يعتقد به الشامان من أرواح أسلاف وآلهة تتصل معه؛ هي في الحقيقة مخلوقات الجان والشياطين، والشامان هو ساحر يعمل بمساعدتها من خلال الدخول في حالة من الصرع، والذي يصوره الشامان ومن على شاكلته على أنه الوجد والغشية، وكل من يعتقد بخوارق القدرات البشرية المتمثلة بشفاء الأمراض، وعلم الغيب فقد أشرك بالله.