الخلفية الدينية والفكرية للمستشرقين في دراستهم للإسلام -دراسة تحليلية-

إن الخلفية الدينية والفكرية للمستشرقين في دراستهم للإسلام هـي المنبع الذي يستقي منه المستشرقون أفكارهم في دراستهم للإسلام، والركيزة التي ينطلقون منها في مواجهة هذا الدين، وكشف هذه الخلفية وتجليتها خطوة مهمة، ومطلب ملحّ قبل البدء في مناقشة موقفهم من الإسلام،فلقد كان الموقف الكنسي العدائي من انتشار الإسلام أثره البارز في دعم كل الجهود الفكرية في مواجهة الإسلام‘ ولايقل ذلك الأثر العدائي عن أثر الحروب الصليبيّة وحروب الاسترداد في تشويه صورة الإسلام والمسلمين، وقد كان للخيالات والأساطير الشعبية أثرها البارز في رسم صور أسطورية مشوهة عن المسلمين اعتمد عليها كثير من المستشرقين في كتاباتهم عن الإسلام والمسلمين، وكان لموقف الكنيسة المصادم للعلم والمحارب للعلماء في العصور الوسطى أثره في موقف المستشرقين من كل ما هو ديني فأسقطوا نظرتهم للكنيسة في موقفها من العلم على الإسلام ، وقد تبين من خلال البحث كيف كانت أثر خلفيات المستشرقين الفكرية في موقفهم من الإسلام فقد كان لظهور المذهب الوضعي في القرن التاسع عشر أثره في موقف الغربيين من الدين وكل ما هو غيبي ، وقد تبين كيف عمد الكثير من المستشرقين إلى تطبيق منهجيات العلوم الإنسانية الوضعية في دراستهم للإسلام، وتبين كيف كان أثر ظهور منهج النقد التاريخي للكتاب (المقدس) في دراستهم للقرآن الكريم.