z-logo
open-access-imgOpen Access
تنوع الثقافات والآيديولوجيات في المجتمع وأثره في بنية الصحافة العراقية
Author(s) -
عبد السلام احمد السامر,
عدنان سمير دهيرب
Publication year - 2017
Publication title -
al-bāḥiṯ al-iʿlāmī/al-bāḥiṯ al-iʻlāmī
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2617-9318
pISSN - 1995-8005
DOI - 10.33282/abaa.v9i38.86
Subject(s) - computer science
إن تعدد وتباين ألوان الثقافة ، ما تزال تشكل عنواناً لخصوصية عراقية منحت المجتمع اختلافاً وتنوعاً واختلاطاً . انعكس على الواقع الصحفي ، مع تغيير شكل النظام السياسي الذي ولدَّ حياة سياسية وأيديولوجية وفكرة مغايرة لما كان سائداً إبان العقود المنصرمة . غير إن تفاقمها لدرجة الانقسام شكل واجباً أضافياً للصحافة بوصفها منبراً ثقافياً ورافداً معرفيا يسهم في عملية الحوار ومعالجة الخلاف ، وتأسيس بنية متجانسة سياسياً من خلال الدولة ، واجتماعياً بتوحد كل المكونات والعمل على توعية الجمهور بأهمية الانتماء الوطني لبناء دولة حديثة . فالتنوع الثقافي ضرورة إنسانية وفكرية وأخلاقية تفضي إلى التعايش السلمي وبناء إنسان يحترم القيم وحرية التعبير والرأي بهدف قيام مؤسسات عصرية ومجتمع متحضر قائم على التسامح وتبادل الأفكار. لذلك فان التحول المرحلي للواقع السياسي أدى إلى تحدي الصحافة ومنها نشير إلى الإعلام في كيفية الإسهام بعملية ترميم التصدعات ومواجهة التباينات الأيديولوجية والثقافات السائدة .  وكان من أبرز تلك المرحلة الصعبة حدوث ثنائيات وازدواجيات قاتلة في البنية الثقافية العراقية ، إذ يتلمس المؤرخ المتأمل أن خطين أساسيين للمثقفين العراقيين بدءا معا منذ تشكيل الدولة واستمرا يعيشان الصراع بينهما لينتهيا في العام 2003 أَثر اندحار الدولة وتراخي المجتمع. وقد تجسد ذلك بخط ثقافي سياسي وطني عراقي تمثل بالاتجاه الراديكالي – الاشتراكي الذي بدأ طوباوياً وتطور فئوياً ، وتجسد ماركسياً عند أحزاب . فيما كان الخط الثاني تمثل بالاتجاه القومي ، وتجسد آيديولوجياً فيما بعد على يد الأحزاب والجماعات القومية(1) . وقد أدى تراجع الاتجاهين إلى تقدم اتجاه مختلف ثقافياً وآيديولوجياً تمثل بالإسلام السياسي وسيطرته على الواقع السياسي والمجتمعي ، مستفيداً من فشل تلك القوى في الاتجاهين السابقين ، وتسنمه قيادة السلطة والاتكاء على ثقافة الانثروبولوجيا لتوظيفها في خدمة الأحداث السياسية لتصنع واقعاً وبيئة مغايرة أدت إلى مناكفات وصراعات في بنية الثقافة، مع تدخل إقليمي ودولي أسهم في تأزيم الوضع بحرث الأبنية العقلية واللاشعورية للفرد، انعكس على البيئة الثقافية للمجتمع ليعيش نوعاً من الاضطراب ، مما أدى إلى اتجاهات مختلفة في بنية الصحافة بما يتوافق مع المتغيرات لينتج خطاباً يزخر بالإشارة والتضمين للواقع الجديد . فقد تعددت الصحف كمظهر من مظاهر التغيير الذي اقترن بشكل النظام السياسي وعلاقتها بطبيعة الحقائق للبيئة الجديدة . لذلك فأن ثمة ترابط بين بنية الصحافة وإمكانية تشكيل إيديولوجيا متسقة مع البنية الثقافية بوسائل متعددة المعلومة، الخبر ، التحليل ، الرأي والمقال وإمكانية السيطرة على المؤسسات الصحفية خارجياً وضوابط العمل التي تحكم بنية المؤسسة داخلياً (( وتتنوع أشكال السيطرة على المؤسسات الإعلامية من قيود قانونية مفروضة على المؤسسات ، إلى كوابح سياسية ، أو اقتصادية أو اجتماعية ، إلى عوامل ضغط داخلية ترتبط بطبيعة المؤسسة ذاتها من حيث بنيتها التنظيمية وكوادرها ))(2)  تلك القيود والكوابح حددت المسار الذي تعمل عليه كل مؤسسة صحفية من خلال بنيتها التي تتمثل بالكوادر البشرية ، ورأس المال الذي يعد جوهراً ومنطلقاً للتأسيس واستمرار وجود الوسيلة ، ومن ثم الهدف الذي يتجسد بالخطاب الذي تمتاز به هذه الصحيفة أو تلك في إنتاجها للأفكار والآراء والمعلومات والنصوص والكيفية التي تتعامل بها لإيصالها إلى الجمهور للتأثير على اتجاهاته وميوله . وعدم توظيف الاختلاف والتنوع وتسويقه من خلال وسائل الإعلام المختلفة باتجاهاتها الأيديولوجية بما يؤدي إلى الخلاف والانقسام وتاليا إلى صراع مجتمعي وسياسي

The content you want is available to Zendy users.

Already have an account? Click here to sign in.
Having issues? You can contact us here