z-logo
open-access-imgOpen Access
الاتصال الرقمي : ومستقبل الهوية في الدراما التلفزيونية العربية
Author(s) -
مصطفى حميد الطائي
Publication year - 2017
Publication title -
al-bāḥiṯ al-iʿlāmī/al-bāḥiṯ al-iʻlāmī
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2617-9318
pISSN - 1995-8005
DOI - 10.33282/abaa.v9i36.116
Subject(s) - psychology
يعد الاتصال الرقمي من ثمار ثورة الاتصال والمعلوماتية ، التي اتسمت بالدقة والشمولية في خدماتها وتأثيراتها، التي أحدثت تغيرات عديد وكبيرة في بنى المجتمعات وهياكلها التنظيمية ، وكانت لها تأثيرات كبيرة على النظم الاجتماعية والعلاقات الاجتماعية وبخاصة في المجتمعات العربية، التي تعد محور اهتمام إعلام العولمة والإعلام الغربي ، لأسباب ودوعي عديدة : اقتصادية وسياسية وثقافية واجتماعية ...ووفقا لهذا التصور أضحت الهوية العربية أما متحديات كبيرة من قبل إعلام العولمة والإعلام التجاري الذي يهدف إلى تحقيق مزيداً من الأرباح على حساب الهوية واهميتها للمجتمعات ، سيما بعد تركيزه على الدراما بشكل كبير ، وذلك لكونها من البرامج التي تلقى اقبالاً جماهيرياً كبيراً ولقدرة هذا النوع من البرامج على إحداث تغيرات كبيرة وسريعة في البنى الاجتماعية والثقافية للمجتمعات المستهدفة. وكانت الهوية من أبرز الرموز المستهدفة، وذلك لما تمثله الهوية من أهمية للمجتمعات على مر العصور، لأن بانهيارها تنهار المجتمعات وتفقد مقومات وجودها وتوقفها عن أداء وظائفها الحضارية على المستوى الدولي. وتعرف الهوية العربية على أنها : منظومة من السمات القيمية التي تميز المجتمع العربي عن غيره من المجتمعات عبر المراحل التأريخية المختلفة . والهوية تمثل قيم متوارثة ومكتسبة تستمد مقوماتها من الموروث التأريخي الفكري والحضاري، والقيم المستمدة من العقائد الدينية التي توارثها العرب في مراحلهم التأريخية المختلفة ، وخاصة الدين الإسلامي ، الذي يمثل منظومة متكاملة من السمات الإنسانية ، وما يرتبط بها من نماذج سلوكية وممارسات إنسانية، مثلت نموذجاً أخلاقياً حضارياً مشرقاً يصلح لكل زمان ومكان . لذلك فان تكثيف البث الدرامي الدولي الوافد ودقة توجيهه، كان من ابرز المؤثرات التي أضرت بالبنية الاجتماعية العربية ، سيما بعد تركيز قنوات البث على عرض البرامج الأجنبية الفضائية الوافدة ، التي لا تنسجم مضامينها القيمية والسلوكية مع البيئة الاجتماعية للإنسان العربي ، وكان من نتائج ذلك تعرض مجتمعاتنا لمختلف المؤثرات الضارة ، ومما زاد من مخاطر هذه الاشكالية ضعف الحواضن المؤسساتية التي تعنى بتنشئة الشباب العربي وتحصينهم ضد المؤثرات الضارة ، وهذا الأمر يجعل مجتمعاتنا بأمس الحاجة إلى الحماية ، سيما بعد أن تمكّنت مؤسسات الإعلام الدولي من توظيف الدراما التلفزيونية في الاتصال الرقمي بسبب قوة تأثيرها في النظم القيمية المتعلقة بهوية المجتمعات ، وهذا الأمر عرض مستقبل الهوية العربية إلى مخاطر متعددة واحتمالات ، قد تفضي إلى تلاشي الخصوصيات الوطنية والقومية أو ذوبانها في الثقافات الوافدة.

The content you want is available to Zendy users.

Already have an account? Click here to sign in.
Having issues? You can contact us here