
اللغة العربية وعنف اللسان في الفضائيات العربية دراسة استقرائية قيمية
Author(s) -
نصير صالح بوو علي
Publication year - 2017
Publication title -
al-bāḥiṯ al-iʿlāmī/al-bāḥiṯ al-iʻlāmī
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2617-9318
pISSN - 1995-8005
DOI - 10.33282/abaa.v9i35.133
Subject(s) - computer science
فسحت الفضائيات مجالا واسعا ورحبا للهجات المحلِّية على حساب اللغة العربية الفصحى . فالمتتبع لما تبثُّه هذه الفضائيات على كثرتها وتنوُّعها ( أزيد من 200 فضائية حسب آخر تقرير الاتحاد الدولي للفضاء) من برامج باللهجات المحلية يتراءى لنا وكأنها تتبارى فيما بينها وكأنها تتحدى نصاعة العربية في بديعها وبيانها . وضاقت مساحة العربية السليمة وأصبح استعمالها يكاد يكون قاصرا على إذاعة الأخبار والخطب الرسمية والاحتفالات والأحاديث والتعليقات السياسية والثقافية وطائفة من الروايات والمسلسلات التاريخية والدينية وما يماثلها. وزاد أمر اللهجات "تعقيدا" ما قامت به بعض القنوات الفضائية المسماة بـ: "قنوات الإثارة" ، فقد تفاجئنا بأنها أخذت تذيع باللهجة العامية الممزوجة بعنف اللسان في أرجاء الوطن العربي من منطلق يتمثل في إحلال اللهجة العامية محل اللغة العربية الفصحى. ويؤدي الاستخفاف باللغة العربية الفصحى في بعض القنوات المسماة بـ : "الفنية" إلى الترويج إلى السوقية وشيوع الكلمات الهابطة والمصطلحات غير اللائقة والأكثر من هذا تشجيع الجمهور على استحسان الرداءة والنظر بعين الرضا إلى نفسه كونه غبيا ومبتذلا وغير متعلم . و ينبغي ألا يغيب عن بالنا أن الظاهرة اللهجية لا تقف عند النطق كما كان الحال قديما بل تتعداه إلى الكتابة المرئية وهي واضحة على شاشات التلفاز .و الكتابة اللهجية تنطوي على الخطأ الإملائي والخطأ النحوي ، ورؤيتها على هذه الصورة المتكررة يرسخها في أذهان أجيالنا قبل معرفتهم السلامة اللغوية ، وهذا يجعل من العسير محوها من أذهانهم.
وأدت العامية إلى شيوع ظاهرة أخرى في بعض القنوات التلفازية في المغرب العربي هي ظاهرة "عنف اللسان" الذي يؤدي حتما إلى "عنف الإعلام" ،وهذه الظاهرة السلبية معروفة في القنوات التلفازية الفرنسية بالأخص . إن عنف اللسان خاصة في هذه القنوات العربية " الهابطة " يعود في اعتقادي إلى انكسار البنية القيمية الدينية لهؤلاء الإعلاميين ، فانكسار القيمة لا محالة يؤدي إلى عنف اللسان والإعلام أيضا، وهي النتيجة التي انتهت إليها هذه الدراسة الإستقرائية القيمية .