
دور الصحافة في مكافحة الارهاب دراسة تحليلية في خطاب الصورة الكاريكاتيرية
Author(s) -
حمدان خضر السالم
Publication year - 2015
Publication title -
al-bāḥiṯ al-iʿlāmī/al-bāḥiṯ al-iʻlāmī
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2617-9318
pISSN - 1995-8005
DOI - 10.33282/abaa.v7i28.192
Subject(s) - political science
تضطلع وسائل الاعلام بدور كبير يتمثل في جملة من الوظائف التي تؤديها. وتعد الصحافة واحدة من تلك الوسائل التي كان ومازال لها دور واضح في التصدي لمختلف القضايا والموضوعات والاحداث ,لاسيما في تحقيق العديد من الوظائف التي لم تقف عند حدود الوظائف الاساسية المركزية كالاخبار والتثقيف والارشاد والتوجيه والاعلان والتسلية والترفيه، انما تجاوزتها لتلعب دورا كبيرا في التنوير وخدمة الانظمة السياسية وصيانة الحقوق المدنية والنهوض بالعمليات الديمقراطية . فالصحافة لم تعد كما عبر عنها اصحاب النظرية الليبرالية بانها تسعى الى اثارة الغرائز فحسب, بل انها راحت تثير عقول القراء لتلبي احتياجاتهم وهي في الوقت ذاته لاتهمل البحث عن الحقيقة والعمل على ايصالها الى القراء. لقد حدد البعض مجموعة من المهام التي تقوم بها الصحافة من بينها , الاهتمام بالمصلحة العامة وبحاجات المجتمع والعمل على سعادته وتقديم ماهو نافع ومفيد ,ومكافحة الظواهر السلبية والتصدي للانحرافات التي تواجه المجتمع وتمثل خطرا على حياته. وكان للكاريكاتير, كواحد من ابرز الفنون الصحفية المؤثرة, الدور البالغ في تحقيق اهداف الصحافة من خلال قدرته على ايصال الرسالة الاتصالية التي تحملها تلك الخطوط والالوان والكلمات القصيرة المرافقة لها, لتترك اثرها على المتلقي الذي راح يبحث عن زاوية الكاريكتير في الصحيفة ليشعر بالاستمتاع بخطوطه وشخصياته ,فضلا عن الافكار التي يتضمنها والموضوعات التي يعالجها باسلوبه الساخر الناقد الجريء . وبفعل هذه المكانة والتأثير للكاريكاتير, راح اصحاب هذا الفن يقتحمون مختلف الميادين متمترسين خلف لوحاتهم وخطوطهم وشخصياتهم وتعليقاتهم التي لا تفارقها خفة الدم وروح النكتة الساخرة من كل مايهدد امن المجتمع وسلامته وحرية الانسان وسعادته .واذا ماكان الارهاب اليوم يمثل التحدي الاكبر والخطر الداهم الذي يهدد المجتمع ويشيع العنف والدمار والتخريب تحت مسوغات ومبررات لاتصمد امام اي عقل سوي او منطق معتدل , فكان لزاما على رسام الكاريكاتير ان يتصدى لهذا الخطر الداهم ويبرز لمنازلته بادواته ووسائله واساليبه الفنية التي فضحت الاعمال الارهابية واسقطت ورقة التوت التي كان يتستر بها الارهاب , واظهرته على حقيقته العدوانية الشريرة بعد ان ازالت عنه كل غظاء كان يتخفى خلفه . ولقد حاول رسام الكاريكاتير ان يبدد الهالة التي صنعها الارهاب لنفسه واظهر وجهه الحقيقي المقيت واسقط ادعاءاته المزيفة وكشف بطلان دعواه وسلوكياته التي لاتمت للانسانية بصلة .
ولاهمية الدور المتميز للكاريكاتير والتأثير الذي يحضى به لدى القراء ,كان لابد من تسليط الضوء على هذا الدور من خلال قراءة تحليلية لخطاب الصورة الكاريكاتيرية , لاسيما وان وراء تلك الخطوط والالوان والاشارات , مواقف وافكار وتصورات ورؤى طرحها الرسام تارة بالاشارة المباشرة وتارة بالتضمين والتلميح او التورية , سعى الرسام من خلالها الى ايصال رسالته للقاريء ليحللها ويدرك مغزاها ويتخذ موقف ازاءها .