الفتوى المؤسسية الجماعية مفهومها ضوابطها واقعها

  ملخص البحث بتنا نعيش في خضم تلاطم وتراشق في الفتوى نتيجة لهذا التطور الهائل في مجال التقنيات الإعلامية وفي وسائل الاتصال المختلفة بقفزات متسارعة مع ما رافق هذا من تحطم للحدود أمام هذه الوسائل وسرعة نشر المعلومة وتشعبها وتعقدها في جومن العولمة كل ذلك وغيره أدى إلى ضياع هيبة الفتوى فلم يعد لفتاوى العلماء تأثير كبير في نفوس الناس ولعل هذا الموضوع يكتسب أهمية خاصة في هذا التوقيت حيث أدى تعدد مصادر الفتوى ووسائل انتشارها إلى كثير من الاختلافات والتناقضات التي تؤدي إلى إثارة البلبلة وعدم الاتفاق . مما يستدعي دراسة هذه الوقائع دراسة تأصيلية شرعية، وهذا لا يكون إلا من خلال إصلاح الخطاب الديني وواقع الفتوى عن طريق العمل الجماعي المؤسسي، ومن هذا المنطلق فقد تنادى العلماء بضرورة العمل الجماعي. بما يعيد الثقة بعلماء الأمة وخصوصا في هذه الأوقات الحرجة والتي يختبر فيها إسلامنا من خلال بعض جوانبه المالية والاقتصادية بعد فشل النظام المالي الغربي وعجزه عن التصدي للأزمات المتكررة ولقد جاء بحثي كمحاولة لضبط مفهوم الفتوى الجماعية وبيان لضوابطها وبما يضمن عدم التشتت والخلاف غير المقبول إلى دائرة الأصلح والأسلم وفق منهج تجتمع فيه المصالح على اختلافها وتنوعها لتنصهر في بوتقة الشرع بعمل جماعي أحكم. تمحص فيه الأفكار وتختبر الآراء، وقد سلكت في بحثي كلا من المنهج الاستقرائي والاستنباطي التحليلي، من خلال موازنة بين الأقوال والمراجحة بينها بما يرجحه الدليل. الكلمات المفتاحية: الفتوى، العصر العولمة، الخطاب الديني، العمل الجماعي