واقـــع الصناعات التحويلية وسبل الحد من الاقتصـــاد الريعـــي في العراق ( رؤيــة مستقبليـــة )

     تأتي “الصناعات التحويلية” في بداية التفكير لدى من واضعي السياسات الاقتصادية في البلدان المتقدمة وفي الدول النامية، إذ تعد الصناعة التحويلية المحرك الأساس للتنمية الصناعية والاقتصادية عبر أدائها ودورها الفاعل في تكوين الناتج المحلي، فضلاً عن المميزات الكثيرة التي يتصف بها هذا القطاع والتي تؤثر بشكل كبير على التنمية المستدامة، وفي دورها المؤثر في حماية الصناعة الوطنية من خلال زيادة  الصادرات، وتقليل الاستيرادات.      ويعد العراق احدى الدول الذي  يعتمد في اقتصاده على النفط اعتماداً كلياً في توفير الاحتياجات ومستلزمات الدولة، ويشير هذا الأمر الى خطورة الوضع الاقتصادي ليس بالنسبة للعراق فحسب بل لكافة الدول التي أضحت معتمدة على النفط في إعداد برامجها وخططها في ظل التراجع الحاد في أسعار النفط, وذلك نتيجةً لأسباب سياسية واقتصادية، ولعدم استغلال الوفرة المالية التي تحققت من الارتفاع المفرط في اسعار النفط في السنوات الاخيرة. ومن هنا تأتي أهمية البحث من واقع وأهمية “الصناعات التحويلية” في العراق للمدة ( 2003 – 2014 )، وكذلك في محاولة لإيجاد السبيل للحد من الاقتصاد الريعي الذي تعتمد عليه الدولة وبشكل كبير. وبيان واقع “الصناعات التحويلية” خلال الفترة 2003 – 2015، ويتبع البحث على المنهج الوصفي التحليلي باعتباره المنهج المناسب للبحث، وقدم البحث مجموعة من الاستنتاجات كان أهمها لم تكن مساهمات مؤشرات الصناعة التحويلية في تطوير الاقتصاد العراقي بالمستوى المطلوب في كافة السنوات المحصورة بين 2003 – 2014، ولهذا السبب يعد العراق الاقل نمواً في العالم، كما أوصى البحث بضرورة تشجيع القطاع المحلي والعربي والاجنبي على الاستثمار في العراق وخصوصاً في المشاريع الصناعية عن طريق تبني سياسات جديدة للترويج والاستثمار.