Tajdid Al-Nahw 'Inda Al-Lughawiyyin Al-'Arab

لا يخفي أن قضية التراث تعد إحدى القضايا المفصلية في الفكر العربي؛ إذ إنها شغلت حيزا معتبرا في الجدال الفكري والنظري بين المفكرين العرب المعاصرين في المشرق والمغرب. ومدار الخلاف بينهم على مسألتين رئيستين: تتعلق الأولى بمشروعية البحث في التراث، أي السؤال عن جدوى وضرورة التفكير في التراث، وعن ضروب العلاقة التي يمكن أن تكون له بالحاضر ودوره في بناء المستقبل. وتتعلق الثانية بكيفية قراءة هذا التراث، والمناهج الكفيلة بتقديم القراءة الملائمة له. أما فيما يتصل بسؤال المشروعية، فقد انهتهى الأمر إلى التسليم بأن التعامل مع التراث أمر لا انفكاك عنه، لأن التراث حاضر فينا، وهو "جزء من انشغال الإنسان بذاته، بدراستها وبنائها."