مركزية التصوف في فهم الدين البهائي

يتناول هذا البحث الديانة البهائية، في محاولة لتجاوز سوء الفهم الحاصل حولها، حيث عومل المؤمنون بها باعتبارهم جماعة تحاول تهديم الدين الإسلامي، كما قوبلت دعوى بهاء الله بانه رسول هذا الزمان، وكذلك دعواه بانه التجلي الأخير لله، قوبلت باعتبارها نحو من أنحاء الزندقة والانحراف عن الملة. وهو ما اقتضى أن تشن حملة تشكيك واتهام لم تنته إلى الآن، حيث اتهمت الديانة بأنها مدفوعة من قبل مخابرات دولية، أو أنها فرع من فروع الماسونية. والى الان لم يتم الاعتراف بهذه الديانة على نطاق واسع. وعملية فك الالتباس التي يقوم بها هذا البحث ترتكز على استعمال الجذر الصوفي فيها لتقديم تفسير واضح لكل ما يثار حولها مما يعتقد بانه مناقض للإسلام أو مستعمل لهدمه وتعريض عقائده لعمليات تحريف مقصودة. إذ من المعروف بأن التصوف يرتكز على تقديم فهمين للدين، بل وللحياة عموماً، فهم ظاهري وآخر باطني، ويقوم الفهم الباطني على عملية تأويل لكل شيء تقريباً والتعامل مع الحياة والناس على انهم مظاهر لتجلي الله، كما أن رحلة التصوف تقوم على مراتب عدة، يأتي في نهايتها مرتبة الاتحاد بالحقيقة، حيث يكون الصوفي ناطقا باسمها أو معبراً عن إرادتها. وعليه فليس من المستغرب أن يقوم حسين على المازندراني وهو بحسب هذا البحث صوفي على الطريقة الشيخية الشيعية، يقوم بتقديم نفسه باعتباره مظهرا لتجلي الله، كما أن إيمان المؤمنين بدعواه هذه لا يعود مستغربا إذا قدمناهم على أنهم صوفية، وكثيرا ما صدرت عن مشايخ التصوف في التاريخ الإسلامي دعاوى مشابهة.