خديجة الحديثي ودورها العلمي في العراق

عُرفت خديجة الحديثي بحبها لعلم اللغة العربية فكانت ظاهرة متميزة وجادة في العلم والثقافة العربية،  ولدت في محافظة البصرة حاضرة من الحواضر العريقة والمهمة في تاريخ النحو العربي وواحدة من مراكز الحركة الفكرية والعلمية، ظهرت فيها مدرسة البصرة النحوية ، وبتشجيع من أسرتها التي ايقنت ان المرأة قادرة على المساهمة في الإبداع والبحث العلمي حالها حال الرجل ولَم تخلق للبيت فقط،أكملت خديجة الحديثي دراستها في جامعة بغداد، وحصلت على درجة الماجستير والدكتوراه من جامعة القاهرة. تأثرت خديجة اثناء دراستها بأجواء البصرة التاريخية، لذلك اختارت في دراستها العالم اللغوي سيبويه الذي عاش في البصرة ووضع أسس مدرستها  النحوية. درَّست علوم النحو والصرف في الجامعات المحلية والعربية، كتبت اكثر من ثلاثة وعشرين بحثاً ، وناقشت وأشرفت على العديد من الرسائل والاطاريح الجامعية، حققت نخبة من اهم كتب التراث العربي واللغوي، فاصبحت حياتها حافلة بالمؤلفات والانجازات الاكاديمية والمعرفية في علوم اللغة العربية. تعد خديجة الحديثي مدرسة مهمة في النحو وهي بحق بنت امام النحاة سيبويه، درست وأفنت عمرها لتقدم لنا سيبويه، وفتحت الأبواب لدخول محرابه بعد ان كانت مؤصدة، فقدمت صورة واضحة للتعليل النحوي منذ نشأته إلى نضوجه واستقراره في أغلب المؤلفات النحوية لسيبويه فأصبحت عطاء حافز للابداعات العلمية ومسيرة من العمل الاكاديمي الدوؤب.