جرائم الاغتيالات السياسية (نظرة شرعية)

في هذه العصور الحديثة وفي وقت غابت فيه الخلافة الإسلامية ولم يطق فيه الناس الخلاف الشرعي ولا الخلاف السياسي، وفي ظل نشأة بعض الجماعات الإسلامية الجهادية الباحثة عن الخلافة الشرعية الرشيدة بدأت عمليات الاغتيالات لبعض الشخصيات السياسية أو الدينية المخالفة لها، وبعض هذه الجماعات تتمسك بظواهر بعض النصوص القرآنية والأحاديث النبوية في تكفير من يحكم بغير ما أنزل الله أو تكفير آحاد الناس بسبب أقوال أو أفعال مخالفة للشرع، ووجدوا في هذا الفهم المغلوط مبرراً لهم في اغتيال هذه الشخصيات التي يرون في وجودها ضرراً على الإسلام والمسلمين، بل أزعم أن بعض الدول تورطت بشكل ما في بعض هذه العمليات المشبوهة، وللأسف الشديد أن هذه الاغتيالات تتم باسم الإسلام والدفاع عنه، وتشبثوا ببعض النصوص التى تدل على شرعية ما يفعلونه فيما يزعمون، فكان لابد من الوقوف عند هذه الشبهة لدحضها والرد عليها من خلال الفهم الصحيح للكتاب والسنة وكلام الأئمة الأعلام، وهذا ما تحاول هذه الورقة البحثية الكشف عنه وإبرازه، وقد استخدم الباحث المنهج الاستقرائي التحليلي في هذه الورقة بحيث جمع آراء العلماء في الرد على هذه الشبهة، وقام بتحليل النصوص الشرعية للوصول إلى النتائج المرجوة.