أساليب وأهداف التنظيمات الإرهابية عبر شبكة الإنترنت وتأثيرها على الأمن الدولي

إن توسع التنظيمات الإرهابية وانتشارها في عصرنا الحالي يشكل معضلة لا تتعلق بمجتمع محدد أو بمنطقة أو بطائفة أو مجموعة عرقية وحدها دون سواها، وإنما تتعلق بجميع دول العالم التي أصبح أمنها واستقرارها تحت طائلة التهديد الإرهابي الأعمى. ولقد أصبحت أساليب التصدي للإرهاب والتعامل معه إحدى أهم قضايا البحث المتعدد الأوجه التي تعنى بها الأجهزة الأمنية والشرطية في المجتمعات المتقدمة والنامية، حيث تتزايد مخاوف الأفراد والشعوب والدول من ظاهرة الإرهاب التي صارت رقعتها تتوسع بصفة مقلقة بفعل الانتشار الواسع للعمليات الإرهابية خلال السنوات الأخيرة عبر مختلف أرجاء الكرة الأرضية، إذ لم يعد الإرهاب يقتصر على أحداث فردية محدودة الزمان والمكان، وإنما بات يشكل ظاهرة بالغة الخطورة تهدد الأمم في أمنها واستقرارها وتعرقل سير الخطط التنموية المختلفة فيها كما تهدد السلم والأمن الدوليين. وتهدف الدراسة إلى الوقوف على أساليب التنظيمات الارهابية وأهدافها من خلال توظيفها التقنية والتكنولوجيا في أعمالها الإرهابية، وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي لكونه المنهج الأكثر ملاءمة لمثل هذه الدراسات، وتوصلت إلى أن الإرهاب الإلكتروني نوع من الجرائم الإلكترونية الأكثر خطورة وفتكاً من الإرهاب التقليدي لأنه يوظف التقنيات الدقيقة والأساليب المتطورة التي يصعب على الأجهزة الأمنية والشرطية متابعتها وكشف مرتكبيها، كما أن جرائم الإرهاب الإلكتروني لخطورتها تحتاج إلى تعاون دقيق ومتواصل بين مختلف الأجهزة المعنية في البلد الواحد وبينها وبين نظرائها في بقية دول العالم حتى تتم محاصرة هذه الظاهرة والحد من تأثيراتها التي تهدد أمن واستقرار المجتمع الإنساني. وتوصي الدراسة بوضع تشريعات تلائم هذا النوع من الجرائم المستحدثة وتعزيز التعاون الدولي في هذا الشأن من خلال إبرام الاتفاقيات الثنائية والمتعددة الأطراف وتبادل المعلومات الجنائية بين الدول حول التنظيمات الإرهابية والمجرمين الدوليين.