مناهجُ أصحابِ المعاجمِ المُختصّةِ في ترتيبِ المصطلحاتِ وتعريفِهَا

تعدّ المعاجم المختصّة قسيمة المعاجم العامّة في ضبط مفهومات موادّ اللغة واصطلاحاتها في حقل من حقول المعرفة، أو فنٍّ من الفنون؛ وترتيب مداخلها بطريقة منهجية. ولأهمية هذا الموضوع آثرنا أنْ ندرس في هذا البحث مناهج أصحاب المعاجم المختصّة في ترتيب المصطلحات وتعريفها دراسة موضوعية وصفية تحليلية متسلحين بما قرّ في علم المعجمية من مداخل ومفهومات. تقوم هذه الدراسة على مدخلين رئيسين في دراسة المعجم، وهما الترتيب، والتعريف. وهذان الأسّان هما اللذان يحددان هوية المعجم؛ إذ لا يمكن للمعجم أن يشتمل على مداخل غير مرتبة بأي ضرب من الترتيب المنهجي الذي يشاء المؤلف أنْ يكون عليه معجمه، وغير معرفة بحسب ما تقتضيه الوحدات المعجمية من التعريف (بن مراد، 1993م). وإذا خلا المعجم من هذين الأسّين -وبخاصة من التعريف- وجب أن يطلق عليه اسم آخر غير المعجم مثل "قائمة المصطلحات" (Nomenclature) أو " المسرد " (Glossaire) ( بن مراد،1999م). وتستند هذه الدراسة على منهج يقارن بين نمطين من المعاجم العربيّة المختصّة، الأوّل يختصّ بالتعريفات عامّة للفنون، وقد اخترت له كتابين هما: كتاب التعريفات للشريف علي الجرجاني، وكشَاف اصطلاحات الفنون للتّهانوي، والآخر يعنى بما يختصّ بفنّ من الفنون، وقد اخترت له كتابين هما: معجم المصطلحات البلاغية وتطوّرها لأحمد مطلوب، ومعجم الصّوتيات لرشيد عبد الرحمن العُبيدي. وتركّز الدّراسة على طرق الترتيب ومداخله في الكتب الأربعة، وتقنيات التعريف المستخدمة فيها، مزودًا ذلك بمنظومة من الأمثلة الدّالة وفق ما ورد في هذه المعاجم الأربعة، كما تستهدي الدّراسة ببعض المعاجم المختصة – على هامش المقارنة – في الوصول إلى القوانين الّتي تحكم الترتيب والتّعريف في المعاجم عمومًا وفي هذه المعاجم الأربعة خصوصًا. وتهدف الدّراسة إلى الكشفَ عن قوانين الترتيب والتّعريف في هذه الكتب ومحاكمتها في نظرة نقديّة، ثمّ بعد ذلك تقترح إطارًا عامًّا لبناء المعاجم المختصّة ييسر للدارسين والتربويين استعمالها وتوظيفها.