المسؤولية البيئية للشركات الصناعية وأثرها على إعداد استراتيجية بيئية للتنمية المستدامة

تُعد المسؤولية البيئية للشركات الصناعية أحد أكبر التحديات التي تواجه النظم الاقتصادية والمالية والاجتماعية للبلدان والمنظمات الإقليمية والدولية، إذ أن ارتفاع حجم الأنشطة الصناعية يؤثر بشكل مباشر في التلوث البيئي الذي يشمل (الهواء، الماء، الأرض، المخلفات، الإشعاعات، المواد الكيمائية، والضوضاء)، والذي يؤدي إلى اختلال مكونات وعناصر النظام البيئي. يهدف البحث إلى دراسة أثر المسؤولية البيئية للشركات الصناعية على وضع استراتيجية واضحة المعالم لبيئة التنمية المستدامة؛ كذلك توجيه الأنظار إلى التأثيرات البيئية التي تسببها الشركات الصناعية نتيجة نشاطها الصناعي، والذي يتعين عليها بذل المزيد من الجهود لخفض مستوى المشكلات البيئية بغية تحقيق هدف إنجاح خطة التنمية المستدامة، اجري هذا البحث في محافظة المثنى – العراق ، انطلاقاً من رغبة المحافظة في إعداد استراتيجية بيئية خاصة بالمحافظة للفترة من 2018 إلى 2022 ، قامت اللجنة المشكلة في مديرية التخطيط بالمحافظة بإعداد استراتيجية بيئية مستدامة، يمكن الاعتماد عليها في إظهار الأسس والمفاهيم والمكونات لهذه الاستراتيجية، وبيان آثارها الإيجابية على تحقيق التنمية المستدامة في المحافظة للسنوات الخمس القادمة. توصل البحث إلى الاستنتاجات التي كان من أبرزها، أن مفهوم المسؤولية البيئية يتمثل في أن جميع الالتزامات والأنشطة التي تؤديها الشركات الصناعية تجاه البيئة الداخلية والخارجية للحد من خطر التلوث البيئي يتعين الالتزام بها ووضع استراتيجية وطنية للبيئة في إطار التنمية المستدامة، وتحديد هذه الالتزامات من الناحية المالية لغرض الإبلاغ عنها في التقارير المالية وإيصالها إلى الجهات ذات العلاقة وأصحاب المصالح لغرض اتخاذ القرارات المناسبة. وأوصى البحث بأنه يتعين على الشركات الصناعية أن تأخذ في الحسبان عملية تنفيذ الاستراتيجية البيئية المستدامة والإفصاح عن مسؤوليتها البيئية والاجتماعية ضمن تقاريرها التي تصدرها سنوياً لغرض معرفة حجم الإنفاق على المسؤولية البيئية ومساهمتها في معالجة المشكلات البيئية في ظل التنمية المستدامة .