نحو رؤية مستقبلية لمعاهد التربية البدنية والرياضية في ظل الجودة الشاملة بالجامعة الجزائرية

هناك جهد فكري تركز على الجودة الشاملة كأسلوب للإدارة، ولا بد للإدارة الجامعية في معاهد التربية البدنية والرياضية أن تبدأ من حيث انتهى هذا الجهد الفكري! على العموم لا يمكن للمعاهد التربوية تطبيق إدارة الجودة الشاملة ما لم يتحقق عدد من المتطلبات الرئيسة لتطبيق أسلوب إدارة الجودة الشاملة في الإدارة التربوية، لعل أهمها اقتناع الإدارة العليا في المنظومة الجامعية بأهمية استخدام مدخل إدارة الجودة الشاملة، إدراكًا منها للمتغيرات العالمية الجديدة، وأنها ـ أي الجودة الشاملةـ أحد الأساليب الإدارية الحديثة التي تسعى إلى خفض التكاليف المالية، وإقلال الهدر التربوي أو الفاقد التعليمي (رفع الكفاءة الداخلية للنظام الجامعي). كذلك السعي إلى تعديل ثقافة المنظومة الجامعية بما يتلاءم مع إجراءات أسلوب إدارة الجودة الشاملة وصنع ثقافة تنظيمية تنسجم مع مفاهيمها. ولابد من وضع احتياجات ورغبات الطلبة والأساتذة وأصحاب المصلحة في المقام الأول عند تحديد أهداف الجودة(الكفاءة الخارجية للنظام الجامعي )، على ألا يتعارض ذلك مع أهداف العملية التربوية. ولابد من التأكيد على تعاون جميع هيئة العاملين في المنظومة الجامعية على تبني فلسفة الجودة من خلال إعداد مجلس للجودة، وجماعة الأخذ بمبادرة الجودة لتحديد المجالات التي لها أولوية التحسين، ومشاركة العاملين في تحديد الإجراءات المطلوبة للعمل. ولابد من إيجاد قاعدة عريضة للمعلومات والبيانات الخاصة بالطلبة والبرامج التعليمية والأساتذة والمؤطرين وغير ذلك من البيانات، حتى يمكن الارتكاز عليها عند تطبيق إدارة الجودة الشاملة. ثم هناك أهمية وضع برامج للتدريب المستمر للأساتذة والإداريين والعاملين في المنظومة الجامعية حتى يمكنهم إتقان المهارات التي تساهم في تحسين الجودة، كذلك تفويض السلطة اللازمة للعاملين لأداء أعمالهم دون تدخل في كل صغيرة وكبيرة، وإعداد دليل واضح للخطوات اللازم إتباعها لإنجاز الأعمال مع تزويد العاملين بنسخة منه للاستفادة عند أدائهم لأعمالهم.