الأدب الشعبي لرحلة الحج الشامي

منذ ان فرض الحج على المسلمين"" تدفقت جموعهم "رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق""" في رحلة لها من القدسية بقدر ما لها من التفاعل مع المجتمعات الاسلامية ، وخاصة مع الطبقات الشعبية، التي كانت رحلة الحج تهزها من الاعماق. فعندما كان يهيجهم الشوق الى البيت العتيق الذي تهوى اليه أفدتهم"" أو تأخذهم الحماسة الى الرحلة كانوا يعبرون عن انفعالاتهم بطقوس وتقاليد احتفالية، يرافقها دائما أدبها الخاص. وهو نوع طريف من الادب الشعبي لانه يواكب موسم الحج فقط ، ليغيب بعدها عن الاذهان فلا يذ كر الا عرضا. ولكنه يعود مفاجأة وبقوة ليتردد على كل لسان مع عودة موسم رحلة الحج الوديدة . وفي أواخر العهد العثماني أصبحت رحلة الحج بسبب مشقتها وخطورة طريقها وارتفاع نفقاتها حلما يستحيل تحقيقه ، إلا للقلة القليلة من مسلمي الشام. ومع ذلك فقلب المسلم يصبو وروحه تسمو الى تأدية الفريضة وزيارة الأماكن المقدسة، مع ما تضفيه كلمة حاج من وقع جميل على نفسه، والتي ستسبق اسمه منذ أن يخطوا أولى خطواته في درب الحج الطويل .