ذو القرنين في المصادر العربيّة – هويّته ووظائفه

توسعت مصادر التاريخ القدم في الحديث عن ملوك فاتحين، احتلوا مشارق الأرض ومغاربها، وبات التفاخر بأخبار أولئك الملوك تقليدا جمع بين شعوب مختلفة. تناقلت شعوب بلاد ما بين النهرين في ملحمة جلجامش بطولات ملك أوروك، وتناقل الإغريق سير أبطالهم وملوكهم ومنهم الإسكندر المقدوني، ورفعوهم إلى مقام مقدس. لم تتغير النظرة إلى الملوك الأبطال في ظل انتشار تعاليم الفكر الدينن التوحيدي، فقد عظم العبرانيون أخبار ملوكهم، وأخبار الملوك الذين أحسنوا إليهم، وفي طليعتهم قوروش. وهو الذي حررهم من السبي البابلي وأعادهم إلى بلادهم، فأعطي صفات حميدة، واعتبر في عداد الملوك المؤمنين. وهذا ما يذكرنا بفاح آخر، استمد قوته من الله، وهو ذو القرنين الذي توسعت المصادر العربية والإسلامية في الإشارة إليه.