
الصراع بين مملكة كيليكيا الأرمنية والمماليك في عهد الملك هيثوم الثاني (1289-1307)
Author(s) -
André M. Nassar
Publication year - 2019
Publication title -
chronos
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
ISSN - 1608-7526
DOI - 10.31377/chr.v25i0.424
Subject(s) - political science
تعاقب على الحكم في مملكة كيليكيا الأرمنية إبتداء من العام ١٢٨٩ ملوك ضعفاء وبلا مخيلة، ارتموا في أحضان محبة مفرطة للغرب اللاتيني، ما أفقدهم كل تأثير لهم في وجه البابوات في أفينيون، في فظل مؤامرات مستمرة في البلاط بين المؤيدين لسياسة التقارب مع اللاتين و«الوطنتين). وخير مثال على ذلك الملك هيثوم الثاني، بكر الملك ليفون الثاني وخليفته. في عهد هيشوم الثاني أسقط السلطان المملوكئ الأشرف حليل (.١٢٩-١٢٩٣) عكا (١٢٩١) آخر معاقل الفرنج في بلاد الشام التي كانت تشكل من خلال مواقعها الساحلية منافذ ممكنة لقيام الغرب المسيحي بشن هجوم، وحد المماليك كثيرا من تهديد إنزال بحري للفرنج. وكانت قبرص وكيليكيا نقطتي الارتباط الوحيدتين للوصول إلى الأراضي المقدسة. لكن قبرص لم تشكل بحكم موقعها كجزيرة سوى محطة للتوقف والتجمع. وبقيت مشكلة الإنزال بلا تغيير، كما أن عملية الإنزال على شاطى معاد من دون موقع محدد مسبقا بقيت أمرا خطرا يتطلب تحديد رأس جسر بغية تسهيل مهمة القوى العسكرية والخيول المنوي إنزالها. من هنا، استمز تنفيذ هذه العملية صعبا ومحفوفا بالأخطار في آن معا، وتزايد هذا الخطر في ظل التحصينات التي أقامها السلاطين المماليك على الساحل. وبعدما ضمن المماليك أمن حدودهم البحرية، ثابروا على شن حملات ضد كيليكيا. وكان هدفهم، منذ عهد السلطان الظاهر بيبرس (١٢٦٠-١٢٧٧)، إضعاف آخر مملكة مسيحية محاذية لسلطنتهم. وهذا ما دفعهم إلى محاولة إبعاد الأرمن عن المغول الإيلخانتين حلفائهم الأقوياء في بلاد فارس. وقد سهل هذه المهمة قلة اهتمام المغول بأطرافهم. ناهيك بأن مضاعفة المماليك هجماتهم جعلت طريق الغزو عبر كيليكيا أقل أمانا، وحدت بطريقة ما من فعالية احتمال قيام تحالف لاتين - أرمني - معولي