سعاد سليم، ٢٠٠٧، أوقاف الروم الأرثوذكس في لبنان خلال المرحلة العثمانية (بالإنكليزية)، منشورات المعهد الإلماني للدراسات الشرقية، ٠ ٢٥

تحول لبنان منذ مطلع القرون الوسطى، من القرن السابع الميلادي وحتى القرن التاسع عشر، من بلد يضج بالحياة الاقتصادية والثقافية، باستثناء زمن حروب الفرج- الصليبيين في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلادي، إلى ريف منسي في حوليات التاريخ العربي والإسلامج، إلا عندما تنكسر رتابة الأيام بفتنة من هنا وثورة من هناك وهوشة وضمن هذا الواقع الريفي أدت الأوقاف دورا مميزا. ولكن لا هذا الدور، ولا الحياة الريفية كانت مجور اهتمامات المز خين قبل الريع الثاني من القرن العشرين، قبل أن تغزو مدرسة لأنال" Civilisations ,Sociétés ,Economies ,Annales على يد كل من "مارك بلوخ" و الوسيان فابفر" عقول المؤزخين، وتقلب توجهات التاريخ من حوليات لمجد الملوك والسلاطين والأعيان، وأحيانا البرجوازية، إلى تأريخ لكل الناس، من الفقراء المعدمين المسحوقين إلى الرأسمالين الراتعين في مباهج الحياة، لأن الناس كل الناس تشارك في صناعة الحدث التاريخي، والمؤسسات كل المؤسسات تشارك في إدارة حياة الناس، وهكذا فتحت مدرسة "الأنال" كل الأنشطة الإنسانية أمام مشرحة التاريخ، وأضحى التاريخ الريفي مجوزا أساسيا من محاور الدراسة التاريخية بعدما كانت المدن هي المهيمنة على المجريات.