تفاعلات الحياة اليومية في سوق بغداد الجديدة: ثنائية التجاور والتساند دراسة سوسيولوجية ميدانية

ان الدراسات التي تركز على الفرد والشخصية النمطية في التفاعلات الهامشية اليومية كالأسواق ومواقف الباصات والعمال والجماعات الهامشية والحرفية واطراف المدن.. الخ، لم تأخذ حقها المعرفي في الدرس والمتابعة والتشخيص، وبذلك تتيح لنا موضوعة الحياة اليومية اظهار أهمية دراستها بمنهجية ذات طبيعة نوعية وبكيفية سوسيولوجية. وهذه المنهجية في طرح موضوع الدراسة تحيلنا الى مسألة الواقع الاجتماعي وسياقات التفاعل فيه، على عدّ انه السياق الذي تظهر فيه جميع القنوات التي شكّلت البؤر الرئيسة والركائز الاساسية في خلق الشخصية العراقية وطبعت المجتمع العراقي بسمات محددة. وتوصل البحث إلى ان الحياة اليومية في سوق بغداد الجديدة، قائمة على ثنائية التجاور والتساند، فالأولى مكانية مادية حتمية تفرضها الحاجة على العاملين في السوق، اما الثانية فتتغذى من طبيعة الحياة الاجتماعية التي تستدعي التعاون، فيما تتجسد العمليات الاجتماعية في السوق على ثنائية تفاعلية هي (الصراع – التطابق)، أما نمط التفاعل القائم على القسر والاجبار فإنه يتمثل بما تفرضه بيئة السوق من توزيع مكاني للباعة، أما سمة التعاون كنمط تفاعلي فهو في الغالب أقل حضوراً من نمطي الصراع والتطابق ذلك انه يرتبط بمقدار التواصل بين الاطراف المتفاعلة على مدار اليوم.