نسق التدليل في الخطاب الترويجي الانتخابي دراسة اعلامية لحملات الترويج للانتخابات البرلمانية العراقية في ايار 2018

يرافق التطور التقني الذي يحدث كل يوم وبشكل مستمر على وسائل الاتصال بين البشر, تطورا على المستوى العمودي يشمل النقلات السريعة والملفتة للمفاهيم التي تشكل نمط ذلك التواصل وتخلق له مجموعة كبيرة من الاسس التنظيرية التي حولت الاتصال من مجرد نشاط بشري نفعي عفوي في اغلبه ,الى ان صار اليوم نظاما مميزا من العلامات التي تضم في ثناياها الكثير والكثير من الوعي المتجذر في بنية المشتركات المعرفية بين المرسل والمتلقي بوصفهما اسس العلمية الاتصالية ,الامر الذي جعل ساحة المفهوم الاتصالي بكل عناصره التفصيلية مثل الرسالة والمرسل والوسيط واللغة والمتلقي ان تكون عرضة لتلك الشروحات النظرية وما رافقها من تطبيقات لكل مستحدثات الدرس النظري الذي شمل اللغة وعلم العلامات والدلالة مثلما شمل في نفس الوقت توسع لائحة وسائل الاتصال التي تنوعت طبقا لما يتم اكتشافه كل يوم من عناصر وادوات تسهل عملية الاتصال مثلما توسع فرص ان تكون لنظريات الدلالة والعلامات النشاط والحضور الاكبر داخل نسق العملية الاتصالية ,ومع كل نوع من ذلك التوسع نستطيع ان نؤشر ان علم العلامات ونظريات التطبيق السيميائي صار الاداة الاكثر جاذبية ومقبولية لكشف كنه المعاني القابعة في بنية اي نسق دال سواء اكان تواصلي او غير تواصلي, حتى صار النظر الى مجمل وسائل الاتصال من سينما ومسح وتلفزيون واذاعة وموسيقى وطباعة واعلام وعمارة وانظمة المرور ووسائل تواصل اجتماعي مستحدث مثل الفيس بوك والواتس آب والفايبر وباقي التطبيقات على الشبكة العنكبوتية, صار النظر الى مجملها على ان كل واحدة منها هي نظام خلق المعنى وارسال الدلالة كذلك استقبالها ضمن محيط ثقافي واجتماعي واقتصادي وسياسي وديني يؤثر بعمليات انتاج ذلك المعنى ويتأثر بمخرجاته كونه يتطلب مؤولين مقصودين بتلك المعاني بغية الوصول الى وعيهم والعمل على شيء محدد داخله.