زيد بن علي (عليهما السلام) ومكانته في مصنفات شمال أفريقيا والأندلس

   لزيد بن علي ( عليهما السلام ) شواهد واثأر وخدمات شريفة ، ونصرة الحق ، ودعوته الهادفة إلى الإصلاح والعدل ، لذلك نظر العلماء وأهل السير والآثار وأرباب المعاجم عن كثب إلى تلك المواقف لزيد بن علي ( عليهما السلام ) في الشريعة المقدسة ، فأكثروا في ذكره والثناء عليه ، وحفظوا في مؤلفاتهم تلك المآثر البيضاء في أزمنة الدهر . واحتل زيد مكانه مرموقة لدى العلماء المعاصرين له ، والذين أتوا بعده ، وعند المؤرخون الذين أرخوا لتلك الشخصية التي ملأت الأفاق في علمها وشجاعتها وحبها وإيثارها ، والذين اجمعوا على تقدمه بالعلم على غيرة من العلماء ، وقد اتفق معظم هؤلاء على نزاهته وإخلاصه لله عز وجل ولأهل البيت ( عليهم السلام ) ، وهتفوا بصوت واحد انه من الأخيار السابقين، وله هيبة تعنو لها الجباه، وتملاء النفوس إكبارا وهي تضاهي هيبة إبائه التي كانت من أنوار النبوة والإمامة. وقد ارتفعت عنه كل حيرة وشبهة فيما حمله لنا رواة السوء من الأحاديث المغلوطة ، وأسس البغضاء والمصلحية والعداء التي يراد منها النيل من عظمة تلك الشخصية، التي حملت كل تلك الصفات التي بإمكان كل شخص إن يحملها لو اتقى الله سبحانه وتعالى حق تقاته . ويمكن معرفة مكانة زيد (عليه السلام) من خلال هؤلاء العلماء والمؤرخين ، المعاصرين أو الذين جاءوا بعدة بقرون ، الذين كان لهم دور في نشر آثار العالم والفقيه والثائر والمجاهد زيد بن علي (عليهما السلام): عامر بن شرحبيل الشعبي (1).  كان الشعبي من المعجبين بزيد بن علي (عليهما السلام) من خلال شجاعته الأدبية والشجاعة في القتال ضد أعداءه ، وقد ذهب إلى أكثر من ذلك ، حيث قال : إن النساء لم يلدن مثل زيد في الفقه والعلم (2) .