z-logo
open-access-imgOpen Access
صيانة وترميم البيت في العراق القديم
Author(s) -
أ.د.طالب منعم حبيب,
م.م.احمد بشار جمعه
Publication year - 2019
Publication title -
lārk
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2663-5836
pISSN - 1999-5601
DOI - 10.31185/lark.vol4.iss23.538
Subject(s) - sumerian , mesopotamia , irrigation , geography , forestry , archaeology , ancient history , agronomy , history , biology
يعد البيت أحدى الاوجه العمارية التي تنطوي تحت مسمى العمارة المدنية، لهذا ارتئينا في البدء توضيح مفهوم مصطلح العمارة المدنية لكي يتسنى للقارئ فهم مدلولاتها وأنواع المظاهر العمارية التي تنطوي تحت هذه التسمية؛ إذ يقصد بهذا المصطلح تلك العمارة الخاصة بتلبية خدمات افراد المجتمع، عن طريق توفير المأوى الجيد بما تحمله هذه الكلمة من معنى شامل لكل ابعاد السكن وملحقاته الخاصة والعامة، فهي تمثل العمارة الشعبية التي يحدد اسلوبها وطرق بنائها وتصاميمها من تأثرها بالبيئة الطبيعية والمناخ العام للمنطقة، وهذا النوع من العمارة يكون خاضعاً إلى عملية التطور والتغير المستمر نتيجة لتطور الفكر الفني العماري للإنسان([i]). فالمظهر العماري المدني يمثل هوية الفرد معبراً من خلاله عن شخصيته، باعتباره احد افراد المجتمع([ii]).  لقد شهدت أرض العراق القديم مجموعة من المراحل التطورية في كافة الأوجه الحضارية ابتدأت من اكتشاف الزراعة([iii]). وصولاً إلى اختراع الكتابة التي عن طريقها كان الحد الفاصل بين عصور ما قبل التاريخ والعصور التاريخية التي أستقر فيها الإنسان في مراكز مدنية متحضرة سواء على شكل دويلات مدن أم دولة مركزية موحدة قائمة بذاتها خاضعة لسلطة الملك، وقد شهدت هذه المرحلة كماً هائلاً من التنوع والانجاز الحضاري خاصة ًما يتعلق بالجانب العماري المدني من تخطيط وانشائها واعادة بناء مدن وتجديد مرافقها البنائية بما تشمله من بيوت وقصور واسوار وبوابات([iv]). وفي هذا المجال بالذات نجد ان الكاتب العراقي القديم قد ترك كماً هائلاً من النصوص البنائية تمثلت بالمنجزات والمشاريع المعمارية من قبل السلطة الحاكمة التي تنوعت توجهاتها بين عمارة دينية ومدنية([v]). يضاف إلى ذلك المشاريع المعمارية الخاصة بأفراد المجتمع سواء ما تعلق بتخطيط البيت وتشيده أم تجديد الذي يعد جزءاً من منظومة أكبر تسمى بالحي السكني الذي هو الأخر كان خاضعاً لمعالجات وفق خطط هندسية مدروسة من حيث أزقته وشوارعه الضيقة التي خضعت هي الأخرى لأعمال الصيانة والترميم لتلبي حاجة افراد المجتمع من توفير سبل الراحة والامان على طول اوقات السنة([vi]).   [i])) نهى علي الهاشمي، انواع العمارة، (مجلة آفاق عربية)، ع 11، السنة 12، (تشرين الثاني، 1987)، ص 84 - 88. [ii])) المصدر نفسه، ص 85. [iii])) لقد شهدت الجانب الزراعي في حضارة العراق القديم تطوراً ملحوظاً منذ بداية اكتشاف الزراعة وصولاً إلى العصور التاريخية؛ إذ عمل الإنسان منذ عصور ما قبل التاريخ إلى تطوير السبل والآليات التي من شئنها ان تحسن وتساعد على تطور الإنتاج عن طريق اقامة شبكة من قنوات الري والسدور واستمرت هذه الحالة إلى عصور التاريخية، فقد أخذت تلك الفترة حيزاً أكبر من ذي قبل وهذا الأمر وارد فالحاجة أصبحت أعلى مستوى، لهذا نجد ان العديد من النصوص المسمارية العائدة لحكام وملوك العراق القديم قد كان لها حيزاً كبيراً في جدول اعمالهم ومنجزاتهم الحضارية؛ إذ اشاروا إلى قيامهم بمجموعة من عمليات الصيانة والترميم للأنهار وقنوات الري والسدود، فمثلاً عمل أور نمو على إعادة بناء نظام الري كاملاً في القسم الجنوبي بعد فترة من الاهمال والتدهور، كذلك نجد حمورابي يشير في كتاباته إلى اصلاح الانهار وفروعها، ووصل به الأمر ان يكرس جزءاً من مواد شريعته مبدأ العقوبة لكل فرد يهمل الاهتمام بمنظومته عمله الزراعي. للمزيد ينظر: Renger, J., Rivers watercourses and ditches, irrigation, Within a book, Irrigation and Cultivation in Mesopotamia Bulletin on Sumerian Agriculture, Vol. V, Part. II, (Cambridge, 1990), p. 36. [iv])) فاضل عبد الواحد علي، المعبد والزقورة: اثنان من ابرز السمات المعمارية في المدينة العراقية القديم، دراسات في الآثار والتاريخ، العدد5، (بغداد، 1988)، ص 11. ([v])سامي سعيد الأحمد، كتابة التاريخ عند الآشوريين في العصر السرجوني 747-612 ق.م، (مجلة سومر)، مج25، ج 1+2، (بغداد، 1969)، ص 50. ([vi]) محمد طه الاعظمي، البيئة وأثرها على العمارة العراقية القديمة (المشاكل والحلول)، ضمن وقائع ندوة العمارة والبيئة، منشورات المجمع العلمي، (المجمع العلمي، 2003)، ص 63-64.

The content you want is available to Zendy users.

Already have an account? Click here to sign in.
Having issues? You can contact us here