الترابط بين المعاني المتعددة والأغراض المختلفة في القصيدة في النقد العربي القديم

الحمد لله حمد معترف بذنبه ومقر بوجدانية ربه، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء محمد – صلى الله عليه وعلى آله وصحبه. و بعد ٌ : يمثل موضوع البحث: " الترابط بين المعاني المتعددة والأغراض المختلفة في القصيدة في النقد العربي القديم " أهمية كبرى؛ وترجع هذه الأهمية – بشكل عام - إلى الرغبة في الاقتراب بشدة من الموروث النقدي الذي خلفته لنا عقول النقاد العرب القدامى، وذلك في دراسة علمية منظمة تهدف إلى الإحاطة الواعية بهذا الموروث. وبشكل أكثر تحديدًا؛ يمثل موضوع الربط بين المعاني والأغراض المختلفة في القصيدة أهمية كبيرة؛ حيث يمثل هذا الربط نوعًا من الوحدة في النص الشعري، يجده النقاد في أشعار القدماء  المحدثين، فيما يسمى: "حسن التخلص أو حسن الخروج". وغير ذلك، وفي كلتا الناحيتين، يكشف البحث عن أنواع من الروابط، سميتها بتسميات لم تبتعد عن روح النص النقدي. وفي هذا الاتجاه عرضت لما في الفنون البلاغية من روابط فعالة، بحيث يمكن القول: إن دراسة هذه الفنون ينبغي ألَّا تغفل ما تنطوي عليه من روابط، فلم يكن هدف الشاعر من توظيفها في شعره، مجرد إضافة تحسين جمالي، ولم يكن غرض الناقد – وهو يرصدها في الشعر- إلا أنه ينظر إليه بوصفها قيمًا فنية تستهدف ربط النص وإحكامه. أما فيما يخص كيفية البحث وخطواته؛ فقد عمدت إلى قراءة متأنية لنصوص النقاد العرب، حتى أواخر القرن الخامس، ثم قمت بحصرها قصدًا إلى أن أختار منها ما يحقق هدفي في إنصاف النصوص النقدية، وتضييق البحث فيها، حتى تختفي من الأذهان آثار تلك الأصوات الخاصة في البرج القديم.