الحكاية والقصة في شعر ولاّء الصوّاف

    أن عرض مسألة التداخل بين الشعر والحكاية والشعر والقصة قد أدرك النقاد أنه لايمكن الفصل بين الشعر والحكاية أو الشعر والقصة لأن  الغرض نابع من تلك الظاهرة الفنية المتداخلة  في البنية الشعرية  فهما في تكوين ، وطابع الشعر العربي وبنيته  القديمة  والحديثة ، فأخذت الحكاية الشعرية والقصة الشعرية ابعادهما المختلفة في السرد الشعري الذي يأخذ فيه الشاعر أسلوبه معتمداً على الاحداث ضمن أطار البناء  المحدد بالزمان والمكان والذي يعبر فيه عن فكرته فتلعب فيهما الشخصيات دوراً هاما ومحركاً للأحداث وقد اعتمد ببناء الشكل الحكائي للحكاية والقصصي للقصة  على رؤيته التي تأخذ دورها في مضمونها الفني الجديد ، فالحكاية عالم خيال الشاعر وادراكه في آن واحد يخرج بها بمحصلته الفكرية من واجهة تجربته الموضوعية فيصيغها من ذلك الواقع المحسوس إلى عالم يفوق ويخرج عن نظام الواقع ،التي  تختلط فيه العوالم الجديدة وتتعدد إلى عوالم أخرى فقد أخذ من حكاية شهرزاد رمزاً لتشكيل حكاية العراق ، والتي تعد من الموروث الشعبي الخصب التي طلّ عليها الشاعر من نافذة  ثقافته لما لها من تأثير على المتلقي ، أما القصة الشعرية فقد عالج بها مشاكل الحاضر بصراعات الماضي التي تحاكي القضايا الآنية فلجأ إلى الأسلوب القصصي الذي يتمحور بالوصف وإلى سرد قصص الواقع التي ترد في القرآن الكريم كقصة يوسف  وماعانى من اخوته وقصة هُدهد نبي الله سليمان ، وقصة المدينة وأحداثها التأريخية ، ليخلص بهذا الانفتاح الشعري بميزات سردية قائمة على أمتصاص أنماط القصة وايجاد النزعة الجديدة في محاولة تلوين فاعلية بنية الشعر ومسايرة الأحداث الواقعية