حداثة التجريب في العرض المسرحي الجزائري المعاصر عروض المخرج هارون الكيلاني المسرحية أنموذجاً

المُـلخّص: يقترن التجريب كما في غيره من الفنون بالأسئلة التي تسعى إلى تدمير سلطة السائد والمألوف ثقافياً واجتماعياً , ومن المسلّم به إن التجريب لا يخضع للصفة بل للضرورة أولاً , فهو دائم البحث عن إجابات جديدة , وينطلق التجريب اساساً من الواقع المعاش ومن الهموم التي يحملها الفنان المجرب والمبدع والتي يواجهها في حياته اليومية , فالتجريب هو ابتكار وإبداع , وهو شكل جديد من أشكال الدراما باعتباره قاعدة لها في خلق العمل المسرحي . تبرز حداثة التجريب دور المخرج المسرحي الذي يبرهن للمتلقي أنه ليس صانعا العرض فحسب بل هو صانع الممثل المتمكن أدائياً وفنياً والأهم في العملية الإبداعية وقد اخذ المخرج المسرحي الجزائري على عاتقه توظيف المعاني والدلالات الجديدة التي يخرج من خلالها عن إطار وظيفتها المادية لتكتسب طابع التعددية الدلالية وتتميز بوظائف أدائية وتواصلية في التبادل العلامي بين خشبة المسرح  والصالة ، وتحفيز هذه الدلالة بإنتاج مدلولات عدة تمنح للمتلقي مساحة اكبر للتأويل ويمكن القول إن هنالك تجارب مختلفة ومتنوعة بتنوع واختلاف اهتمامات ورؤى المسرحيين العرب كل حسب اختصاصه , فعلى سبيل المثال بادر المخرج الجزائري(هارون الكيلاني) بالاستعانة بأساليب حداثوية خرج بها عن أطر المسرح التقليدي بعملية منظمة وشاملة تهدف إلى إجراء تغيرات جوهرية في الإبداع المسرحي وفي علاقته بالمتفرجين , فضلا عن تجارب المخرجين الآخرين الذين حاولوا في تجاربهم المزج بين التراث وإسقاطه على الواقع والبحث عن فضاءات مناسبة ومتنوعة لأعمالهم.