الوجودية في الشعر الأندلسي عصر ملوك الطوائف والمرابطين مثالاً

  الملخص إذا كان شائعاً بين المنظرين للعلوم الفلسفية مبدأ يقول (إنَّ كل إنسان فيلسوف إلى حد ما إلا من انغمس في اللذائذ المادية والشهوات الجسدية)، فإن هذا المبدأ لا يصدق على أحد من الناس كما يصدق على الشعراء. يحاول هذا البحث أن يناقش أحد المذاهب الفلسفية والأدبية معاً، وهو مذهب الوجودية، ذلك المذهب الذي اشتهر عنه أنَّه يفتح باب التحرر أمام الفرد بشكل واسع والخروج من القيود التي يظنوها عاملاً في سلب حرياتهم، ساعين من وراء هذا التحرر الوصول إلى الأفق البعيد ليس بينه وبينه شيء، وكانت بعض الملامح الخاصة بالبيئة الأندلسية تنادي إلى هذا التحرر وهذا ما سنلحظه عند بعض الشعراء، الذين لم يميزوا بين الحرية المحدودة بقيود العرف وطبيعة المجتمع العربي وتعليمات الدين الذي وجَّب على الشاعر أن يلتزم بمبادئه وتعليماته بوصفه مسلماً وينتمي لبيئة سعى المسلمون لتثبيت دينهم فيها، وبين الحرية المطلقة التي يمنحها المذهب الوجودي. ويسعى هذا البحث لدراسة هذه الحالة بين اتجاهين متناهضين، في ضوء النصوص الشعرية التي كانت انتاج لعصري الطوائف والمرابطين ، في ضوء موضوعات الغزل والزهد والخمريات والمراثي.