المرجعيات الفكرية لممثلي شخصيات الكوميديا الصامتة

خلاصة البحث تعد الكوميديا من الأنواع الدرامية التي أثير الجدل حولها في وقت مبكر في الأدبيات والدراسات النقدية لفن المسرح، إذ تحدث أرسطو ووصف الكوميديا بأنها تعالج عيباً وقبحاً لا يسبب ألماً ولا ضرراً، فهي الموضوع الفكاهي الساخر الذى يعرض نقائص البشر عن طريق تصويرهم فى مواقف النقص والضعف بهدف إثارة الضحك من العيوب والأخطاء التى فعلها الإنسان عن جهل، وفيما يخص موضوع البحث (فن الكوميديا الصامتة) فهو ذلك النوع من الكوميديا أو الفكاهة الذي شاع أنتاجه مع عصر بداية السينما وبالتحديد بين العام 1911 الى 1926، فقد دفع الإحساس بجمال الصورة المتحركة في كاميرا بدون صوت الى إبتداع هذا النوع من الدراما التي كانت في الغالب تعتمد على قدرة الممثل وبديهته في إنتاج الفعل الحركي الذي يثير الضحك من جراء اكتشاف العيوب والإخطاء والمفارقة في المواقف الحركية داخل المشهد الواحد، وإذ إن المادة الفنية في هذا النوع من الكوميديا كانت مادة فكرية غنية غيرت مفهوم الشعوب تجاه قضايا اجتماعية وسياسية حساسة لاسيما الرأسمالية العالمية والنازية والشيوعية، وهي تدفع الفرد الى اتخاذ مواقف وأفعال وتحليل عقلاني لهذه القضايا، فقد كان من ضرورات الإستقصاء العلمي لمادة الفن المسرحي، القيام بدراسة للتعريف بمفهوم هذا الفن الكوميدي، والتعرف على أهم المرجعيات الفكرية للممثلين الذي أبدعوا أشهر شخصياتها، لذا ارتكزت مشكلة البحث على استكشاف مفهوم الكوميديا الصامتة في الدراسات الفلسفية والأدبية والفنية ومعاينته من قبل متخصصي المسرح والدراما. ليبدأ الباحث بعرض مشكلة البحث والحاجة إليه ضمن الفصل الأول الذي أوضح فيه أيضا هدف البحث وأهمية البحث وكان لتحديد المصطلحات التي وردت ضمن عنوان البحث أهمية كبيرة في تحديد المسارات المعرفية للباحث مما حدا به الى تحديدها ووضع التعاريف الإجرائية لكل مصطلح. أما الفصل الثاني فانه يتضمن مبحثين الأول ناقش فيه الباحث مفهوم فن الكوميديا الصامتة, في حين تناول المبحث الثاني المرجعيات الفكرية للتمثيل في الكوميديا الصامتة، وفي نهاية الفصل الثاني قام الباحث بالتوصل الى مجموعة من المؤشرات التي ضمنّها جملة من الأفكار الفاعلة في الإطار النظري وذلك لغرض استثمارها في تحليل عينة البحث المنتخبة ضمن إجراءات البحث في الفصل الثالث، كذلك قام الباحث بالحديث عن دراستين سابقتين ذات صلة بموضوع بحثه. وفي الفصل الثالث الإجرائي انتخب الباحث عينتين، وهما عبارة عن شخصيتين كوميديتين، الأولى : الممثل الكوميدي تشارلز شابلن Chaplain Charles، والثانية : الممثل الكوميدي روان أتكينسونRowan Atkinson ، للبحث في مرجعياتهما الفكرية في إنتاج الكوميديا من النوع الصامت، وقد تم تحليل العينات، ثم يليه الفصل الرابع الذي يشمل نتائج البحث واستنتاجاته وتوصياته وأخيراً قائمة المصادر التي اعتمدها الباحث في بحثه مع ملخص باللغة الإنكليزية .