الآخر النقدي في كتاب الموازنة للآمدي (370هـ)

إن حضور (الأنا) النقدية ومحاولتها الظهور لابدّ من أن يستدعي الآخر النقدي (النظير والمماثل ) ووضع  تصوّراته وأفكاره محل اهتمام ،  ويقتضي الوعي به في بناء فكر حواري تواصلي ؛ تحقيق المقصدية التي تبلورت في مفهومي الذات والآخر وفاعليتهما في إنتاج كتاب الموازنة ، فكان للآخر النقدي حضور فاعل في التأسيس والمناقشة والنتائج التي توصل إليها الكتاب . فإن بناء الموازنة النقدية لا يتأسس من فراغ ، بل من أفكار سابقة تتمثل بالآخر النقدي الأمر الذي استدعى حضوره بصورة متواصلة في المدونة النقدية (الموازنة ) ليُضيء القضايا النقدية ويُسهم بصورة مباشرة وغير مباشرة في تكوّين الوعي النقدي عند المؤلف (الأنا) الآمدي بوصفه مثيراً يقوم على أثره أفق التوقع وكسره لإنتاج الخطاب النقدي ، فيحدث التواصل بين الذات (الآمدي) ، وبين (الآخر النقدي ) الحاضر بقوة في مدونته النقدية (الموازنة ).