أبناء المهاجرين إلى الحبشة والمدينة من قريش وحلفائها على عهد رسول الله () دراسة إحصائية تاريخية

 يتناول هذا البحث اعداد من ولد من أبناء المهاجرين إلى الحبشة والمدينة من بطون قريش وحلفائها على عهد النبي (r) في المدينة أو الحبشة مستنداً في البحث إلى كتب الطبقات والتراجم التي تناولت من ولد على عهد رسول الله (r) من أبناء الصحابة من قريش وحلفائها في المدينة أو الحبشة، فضلاً عن ذلك اعتمد البحث على مصادر أخرى تكلمت عمن ولد من أبناء الصحابة من قريش، فضلاً عن كتب الأثر والحديث، مبيناً الأسباب التي حالت دون إنجاب الكثير من الصحابة للأبناء في المدينة أو الحبشة سواء أكانت أسباباً اجتماعية كأن يكون قد أنجب قبل هجرته الكثير من الأبناء فحالت ظروف الهجرة إلى الحبشة أو المدينة دون إنجاب المزيد من الأبناء أو إن بعضهم كان عقيماً ولم ينجب، أم وفاة بعضهم دون عقب أو أنه أنجب القليل من الأبناء أم استشهادهم في الغزوات والسرايا على عهد النبي (r) حال دون إنجابه الأبناء كما لعبت الأوضاع الاقتصادية دوراً بارزاً على الكثير من المهاجرين في عملية الإنجاب والذرية، إذ إن الفقر حال دون إنجابهم الكثير من الأبناء لتوفير لقمة العيش، في حين إن تحسن أحوال بعضهم المعاشية نهاية عصر الرسالة أو خلال عهد الخلفاء الراشدين ساعد على إنجاب الكثير من الأبناء، أكثر هذه الأسباب ـ ولا نقول كلها ـ حالت دون أن يكون للمهاجرين احصائية كبيرة بالنسبة لولادات الأطفال خلال عصر الرسالة، فضلاً عن حدوث وفيات للأطفال في تلك الحقبة، لذا قمت من خلال ما ورد في المصادر والكتب والنصوص التاريخية بإجراء إحصاء للولادات والوفيات لأبناء المهاجرين إلى الحبشة والمدينة من بطون قريش وحلفائها خلال عصر الرسالة، فضلاً عن إجراء دراسة إحصائية للصحابة ممن لم تكن لهم أية فرصة إنجاب للأطفال خلال عصر الرسالة في المدينة والحبشة، ممن كان عقيماً لم يعقب أو حالت الأوضاع المختلفة إلى عدم إنجابه أبناء مستنداً إلى ما تقدم من مصادر وكتب ونصوص تاريخية، وعلى الرغم ما وصلت إليه من إحصاءات تدل على قلة أبناء المهاجرين في المدينة أو الحبشة من بطون قريش وحلفائها في عصر الرسالة الذين بلغت أعدادهم ثمانية وسبعين فرداً. فضلاً عن ذلك قمنا بوضع جداول احصائية تتناول نسبة الولادات والوفيات لأبناء المهاجرين من بطون قريش سواء ممن ولدوا في المدينة أم الحبشة خلال عصر الرسالة، دون أن نغفل عن وضع جداول احصائية لمن لم ينجب من الصحابة من البطون القرشية وحلفائها، محاولين من خلال الطرق العلمية الحديثة استخراج النسبة والتناسب، لمن ولد من الذكور والإناث في المدينة أو الحبشة فضلاً عن ذلك تناولنا نسبة الوفيات بالنسبة للمواليد سواء أكانوا ذكوراً أم اناثاً. محاولين أيضاً استخراج النسبة الدقيقة لمن ولد في المدينة أو الحبشة من خلال عقد مقارنة احصائية بين أعداد من لم ينجب من الصحابة أو الصحابة الذين شكلوا نسبة ولادات الأبناء في المدينة أو الحبشة للوصول إلى النسب المئوية للولادات لأبناء الصحابة المهاجرين خلال عصر الرسالة. ختاماً حاولنا من خلال عرض هذا البحث القيام بدراسة احصائية لأبناء المهاجرين من قريش وحلفائها ممن هاجر إلى المدينة أو الحبشة بمنظور تاريخي، متناولين حقبة من الزمن مضى عليها أربعة عشر قرناً، ونظراً لأهمية هذه الحقبة التاريخية مدار البحث اتجهت إلى القيام بعمل إحصاء سكاني لفئة من المواليد ووفياتهم كانوا محط اهتمام من لدن النبي (r) والصحابة، بل نجد أن الإسلام بوصفه ديناً وشريعة، والنبي (r) كونه رسولاً مبعوثاً من الله سبحانه وتعالى وقائداً للأمة الإسلامية حثنا على زيادة النسل وزيادة السكان، والاهتمام بفئة الأطفال دون تمييز بين ذكر أو انثى وعلى الرغم من كل ذلك نجد أن ما توصلنا اليه من إحصاءات لا يرقى إلى مستوى الطموح والعناية التي أولاها النبي (r) للإنسان والطفولة خلال عصر الرسالة، وكما أسلفنا سابقاً هناك ظروف وأوضاع متعددة وكثيرة حالت دون أن يكون إنجاب المهاجرين إلى المدينة أو الحبشة للأبناء من ذكور واناث يرضي طموح المجتمع الإسلامي في إنجاب الكثير من الأبناء على عهد النبي (r) كي يكونوا الأساس المتين في بناء الأمة الإسلامية وخير خلف لخير سلف كانوا نواة عصر الرسالة.