المكان في رواية صبارو لشاكر الميّاح

 يُعدّ الشعر وسيلة موحية تعبّر عن حياة الإنسان وحالاته النفسيّة، وتكشف عن مكنونات النفس واسقاطاتها، وللتواصل مع الآخر يعتمد علی الخطاب الإبداعي الذي يحقّق الأهداف والمقاصد الدلاليّة. في هذا الصدد، عكفَ الشعراء علی توظيف جملة من الأدوات الفنيّة الفاعلة لنقل أفكارهم ومشاعرهم إلی المتلقّي، إنّ الاهتمام بالمكان كعنصر من عناصر البناء الفني جاء متأخّراً بالقياس إلى العناصر الأخرى التي ينهض بها العمل الإبداعي كالشخصية، والحوار، والوصف والسرد فأهمية المكان لا تختلف عن أهمية الزمان أو الشخوص، لأنّه لا تدور هذه الدراسة حول دلاله المكان في رواية (صبارو) وهي رواية تنضوي تحت الأدب الاجتماعي ومعالجة قضاياه، ويقف البحث عند دلالة المكان ودوره في التشكيل الفني للنص الروائي، مع التركيز على علاقة المكان في سائر العناصر المشكلة للرواية، ومن ذلك علاقته بالزمن، والشخصيات، والأحداث، واللغة، مع الإشارة إلى دوره في التقنيات الفنية التي تمّ توظيفها في الرواية واستخلاص الرؤية العامة للرواية، من خلال علاقة العناصر الفنية الجمالية الداخلية للنص. فقد وظّف الروائي المكان على أنه مكان حقيقي، فكانت بغداد وضواحيها وشوارعها مسرحا للرواية بأسماء حقيقية وموقع جغرافي واقعي، فأعطى مصداقية للرواية. ثم قدم الوصف صورة بصرية للمكان الذي تدور فيه أحداث الرواية، مما جعل المتلقي قادرا على إدراكه وقبول ما يجري.