المدونات الشفاهية المعاصرة - دراسة في الأنساق السردية نص قصخون الغرام للكاتب محمد غازي الأخرس أنموذجا

المقدمة: لقد أعادت اللسانيات الحديثة ومناهج تحليل الخطاب الاهتمام بالمدونات الشفاهية والتي ظلت بعيدة عن النظر والتمحيص طويلا وذلك بسبب هيمنة الكتابة وعيا وتأليفا على تفكير الانسان أولا،وبدعوى أن تلك المدونات لا تعد جزءا من الأنواع الأدبية لأنها توثق الواقعة الكلامية توثيقا مباشرا ولا يشترك المتخيل في تشييدها ثانيا. جاءت بداية الدراسات الشفاهية مع تنظيرات الشعرية والتي أسست لدراسة قوانين أو خصائص الصوغ الأدبي بديلا عن فلسفة الأدب، ثم عبدت طروحات ما بعد الحداثة الطريق نحو اضفاء السمة الأدبية على النصوص التاريخية، والانثروبولوجية واليوميات والسيرة الذاتية والنكت والأحاجي والأغاني ولغة العزائم والرقى والتفاخر الاجتماعي وذلك سعيا منها لتفتيت هيمنة المراكز النصية وترسيخ سياسات الخطابات الثقافية. وفي ضوء تلك التحولات أخذت النصوص الشفاهية نصيبها من التأليف والدراسة بوصفها جزءا من تشييد ذاكرة الأمة الابداعية ووقايتها من الاندثار والنسيان. وسأقارب في هذا البحث الأنساق السردية لمدونة(قصخون الغرام) معتمدة على منهج جيرار جينت في تحليل الخطاب السردي لأهميته في الكشف عن دلالة النص وسيرورة المعنى.ولا اعتبر النسق نظاما محايثا مغلقا كما صرح بذلك البنيويون إنما أعده سيرورة تواصلية تساهم الأعراف التداولية في صياغته لذلك سوف أستعين بتوجهات التأويلية النقدية في دراسة الخطاب ولا سيما تنظيرات "بول ريكور" عن الزمانية والهوية السردية والذاكرة.