حجاجية التشبيه عند البلاغيين والفلاسفة العرب حتى نهاية القرن الخامس للهجرة

الملخص: قد بلغت استعمالات العرب للآليات الإقناعية منذ القدم شأوا كبيراً؛ لأن الحجاج مظهر فطري من المظاهر البشرية الكونية الطبيعية التي تختلف وتتطابق في بعض التصورات, إذ لم يقتصر على علم أو ثقافة, بل هو مرتبط بوجود الإنسان وطبعه الميال إلى حبّ الجدل, وهذا يخلق تشابهاً وتطابقاً في القوانين والآليات المتبعة في الحجاج لدى الأمم جميعها في الاختصاصات المختلفة, لأهميتها العلمية وقيمتها اللغوية وقدرتها الإقناعية فكثر ورودها في مؤلفاتهم مدركين شأنها في الإقناع قبل أن تقعّد هذه الإستراتيجية الكبرى, ومن أهم هذه الآليات آلية التشبيه التي تعد من الروافد المشتركة بين البلاغيين والفلسفة التي تساهم في في إيصال الأفكار وتحقيق المقاصد بين المتكلم والمتلقي؛ لأنها وسيلة من وسائل الإقناع, فسلط هذا البحث الضوء على الآليات التشبيهية المتبعة في كل من الخطاب البلاغي والفلسفي, وبيان قيمته وأهدافه وأوجه التشابه والاختلاف في استعمالهم له, فوقع اختياري على هذه المدونات لتكون موضوعاً لرسالتي هذه لبواعث أبرزها: القيمة الكبرى لهذه المدونات التي أصبحت من معالم العرب وموضع افتخارهم, والتنوع العلمي والثقافي والمضموني لهذه المدونات لتأكيد البعد الحجاجي الذي ضم الاختصاصات المختلفة, فدراسة المدونات البلاغية والفلسفية وتسليط الضوء على المشتركات يخلق اهتماماً بهذا الموضوع اليافع, فتكون نواة لدراسات حجاجية قادمة في المشرق العربي.