
أبنيّة الأفعال المستدركة على سيبويّه عند ابن سيده
Author(s) -
مجيد خير الله الزاملي
Publication year - 2018
Publication title -
lārk
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2663-5836
pISSN - 1999-5601
DOI - 10.31185/lark.vol2.iss29.307
Subject(s) - political science
يُعَدُّ أبو الحسن بن سيده (ت 458هـ) إماماً في اللغة والأدب وأيّام العرب، ومن أعلم أهل عصره في علوم اللغة، وأكثرهم حفظاً لها، وقد وُصِفَ بالحافظ أو العالم، وكانَ متوفّراً على علوم الحكمة، ذا حظٍّ وتصرّف في الشّعر، قال هو عن نفسه: (إنّي أجدُ علمَ اللّغةِ أقلّ بضائعي، وأيسرَ صنائعي، إذا أضَفْتُهُ إلى ما أنا به من علم حقيق النّحو، وحُوشيّ العروض، وخفيّ القافية، وتصوير الأشكال المنطقيّة، والنّظر في سائر العلوم الجدليّة)([i]). ومع أنّ ابن سيده كان نحويّاً وأديباً، ولم يكن في زمانه أعلم منه بالنّحو والأشعار وأيّام العرب، إلّا أنّهُ غلبَ عليه علم اللغة وشهرته به بين النّاس، وكان لكتابيه المحكم والمخصص أثر واضح في تحقيق مكانته العلميّة بين أهل زمانهِ، إذ اقترنَ اسمه بهما اقتراناً كبيراً، وهما من كتب اللغة التي لا يُستغنى عنها بغيرها، وكان كتاب المحكم والمحيط الأعظم معجماً لغويّاً جامعاً رتَّبَهُ ابن سيده على مثل ترتيب الخليل بن أحمد في معجم العين، وهو التَّرتيب الذي يتبع مخارج الأصوات، فضمَّ مادّة لغويّة لا يمكن أن يستغني عنها الباحث في علوم اللغة، ويُعَدّ المحكمُ أحسنَ المعجمات التي التزمت منهج الخليل في العين، ترتيباً للأبواب والموادّ، وأوجزها تعبيراً، وأحفلها بالتّعليلات، والتّخريجات النّحويّة والصّرفيّة، على أنّ ابن سيده اعتمد في كتابه المخصص ترتيباً جديداً لم يسبقه إلى مثله غيرُهُ، إذ جمع فيه اللغة على أساس الموضوعات، وقد كانت الموضوعات قبله رسائل صغيرة متخصًصة، يمكنُ أن تندرجَ تحت ما يُسمَّى اليوم بالمجالات الدّلاليّة، أو الحقول الدّلاليّة، أو هي قريبة منها، وجاء ابن سيده فجمعَ اللغةَ كلّها، مصنّفة تحت هذه المجالات([ii]). وتناولنا في هذه الصّفحات جانباً مهمّاً من جوانب مادّته الصّرفيّة ، فجمعنا أبنية الأفعال التي استدركها على سيبويه، وتأمَّلنا تلك الأبنية، وأوضَحنا مدى أهميّة إثبات أبنية جديدة لم ترد في كلام العرب، إذ أشار ابن سيده في بعض منها صراحةً إلى أنّ هذه الأبنية من فوائت الكتاب، وترك بعضها من دون الإشارة إلى ذلك ، وهذا الجانب من الأبنية يمثّل دليلاً واضحاً على نبوغه، وأمَارةً على علوّ كعبهِ في اللغة وعلومها ، وبراعته في تمييز تلك الأبنية.
([i]) المحكم : 1/ 16.
([ii]) ينظر : المخصص : تصدير بقلم الدكتور محمد حماسة عبد اللطيف .