جدل الجمال والدين وابعادهما الفنية و الفلسفية

ملخص البحث ان الفكر الانساني يؤلف سلسلة متصلة الحلقات تتبع احداها الاخرى وكل فكرة بدأت ساذجة بسيطة تأخذ بالنمو وتتعقد حتى تصبح اكبر واوسع، لذلك لا نستطيع ان نفهم الافكار التي تقوم عليها اي حضارة الا اذا رددناها الى الاصول التي تنبعث منها (1). وفي اطار البحث الجدلي سوف نتمكن من توظيف الامكانات التحليلية والتفسيرية التي يهيئها لنا هذا المفهوم لنستطيع به وعن طريقه الاستدلال الى المعاني المخبوءة التي تنضوي خلف المظاهر المتناقضة العامة للظواهر الابستيمولوجية وطرق تفاعلها وتداخلها وتحاورها على الرغم من بنائها الظاهري المتناقض، فنحن وبالعودة الى الحوار الجدلي البناء والمنتج للاشكال المعرفية الجديدة سنستطيع ان نصل الى معانيها المتشعبة والمتراكمة في الفكر الانساني عبر حقب التاريخ لبلورة هذه الاهتمامات ضمن حقولها التخصصية ووضعها ضمن منطلقات البحث العلمي الصحيح للاستفادة منها على المستوى الادراكي العقلي والتجريبي الحسي من خلال موضوعة الجدل . وبالبحث في منطقة الفكر الديني العقائدي وتمثلاته الميتافيزيقية ومحاولة ربطه بالاطر المادية الحسية سيتطلب منا الغوص في مكامن واولويات ذلك الفكر ومحاولة لملمة طرفي الجدال لصياغة حوار منتج يفضي الى بلورة معاني جديدة تفسر معطيات التحاور بين ماهو مادي حسي وما هو روحي ووجداني خارج اطار المحسوسات ، وموضوعة الربط بين المظاهر الجمالية وتعالقاتها الدينية والعقائدية تتشعب في منطلقاتها ومناطق تأثيرها واشتغالها كون البحث في موضوعة الجمال لاتتحدد ضمن اطار واحد او مجرى معرفي ضيق فهي ذات ابعاد تستطيع التواصل بين مختلف الاطراف المتناقضة (المادي ، الروحي / المرئي ، اللامرئي / الظاهر ، الباطن / النسبي ، المطلق ....) ، وسنفتح في بحثنا هذا باب الحوار الجدلي البناء بين طرفي الجمال والدين لمعرفة المعطيات التي يسبغها مفهوم الجمال وتمثلاته في الطبيعة والفن على الفكر الفلسفي العقائدي المتمثل بالدين الاسلامي وطريقة الربط التي تبناها الفنان المسلم في اعماله الزخرفية للتوفيق بين الاثنين (الجمال والدين) . ومما سبق يقسم الباحث موضوع بحثه الى اربعة فصول: ضم الفصل الاول (الاطار المنهجي) على ابراز مشكلة البحث والتي تمثلت بالتساؤل عن طبيعة المعالجات الفنية بصيغتها الجدلية التي جاء الفنان المسلم ليوثقها ضمن اولوياته العقائدية للتعريف بالجانب الجمالي المتأصل في الفكر الفلسفي العقائدي . وجاء هدف البحث للكشف عن طبيعة الجدل القائم بين الجمال والدين ضمن ابعادهما الفلسفية والفنية . أما حدود البحث، فقد تمثلت حدوده الموضوعية بدراسة مفهوم الديالكتيك وتطبيقاته الاستاتيكية واللاهوتية في الفكر والفن ، اما حدوده المكانية فقد جاءت مفتوحة كونها تبحث في الفكر الانساني بصورة عامة والفكر الاسلامي بصورة اخص،  وقد جاءت حدودها الزمانية مبتدأة بظهور العقيدة الاسلامية السمحاء وما رافقها فيما بعد من منتجات فنية زخرفية بطابعها المادي الاستاتيكيي والروحي العقائدي. وقد تم تحديد أهم المصطلحات وتعريفها والتي تمثلت بـ (الجدل، الجمال) أما الفصل الثاني فقد شمل (الإطار النظري) والذي تألف من شقين خص الاول موضوعة الجدل والجدلية في الفكر والفن، اما الثاني فقد تناول بالبحث موضوعة الجمال والدين وابعادهما الفلسفية والفنية. فيما إختص الفصل الثالث باظهار اهم النتائج والاستنتاجات التي خرج بها البحث  .