z-logo
open-access-imgOpen Access
مَنَاهِجُ البحْثِ الُّلغَويّ الحَدِيثِ وَأثَرُهَا في تَطَوّرِ الحَرَكَةِ المُعْجَمِيَّة دِرَاسَة تَطْبِيقِيّة
Author(s) -
علي حسن الدلفي
Publication year - 2019
Publication title -
lārk
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2663-5836
pISSN - 1999-5601
DOI - 10.31185/lark.vol1.iss9.883
Subject(s) - computer science
كُنْتُ قَدْ أشَرْتُ فِي مُقَدّمَةِ بحثي الموسوم بـ (مَنَاهِج الدَّرسِ الُّلغويّ الحديث وأثَرُهَا فِي تَطَوَّرِ الصِّنَاعَةِ المُعْجَمِيّة، دِرَاسَةً وَصْفِيّةً تَارِيخيّةً) إلى أنّني سَأخصّص بَحْثَاً آخَرَ لِدِرَاسَةِ المُعْجَمَاتِ الُّلغويّةِ العربيّةِ الحديثةِ دِرَاسَةً تَطْبِيقِيّةً أعالجُ فِيه أهمَّ مُشْكِلاتِ المَوادِّ المُعْجَميّةِ فِي المُعْجَمِ وَمُسْتوياتِ الاستعمالِ فِيه وَطُرُقِ تَرْتِيبِهِ، وَذَلِكَ في ضَوءِ المَنَاهِجِ الُّلغويّةِ الحديثةِ وَأثَرِهِا فِي تَطَوّرِ الحَرَكَةِ المُعْجَميّةِ العربيّةِ الحديثةِ. وَهوَ مُكَمّلٌ للدِّراسةِ النَّظريّة التّي تبنّاها بَحْثِي السّابق المُشَار إليهِ آنفاً. وَهَنَا لا أدّعَي أنَّني تَنَاولتُ فِي بَحْثِي هَذَا الموسُوم بـ (مَنَاهِج البَحثِ الُّلغويُّ الحديثِ وأثَرهَا فِي تَطَوّرِ الحَركةِ المُعْجَميّةِ، دِرَاسَةً تَطْبِيقِيّةً) كُلّ مَا يَتَعلّق بِالنِّظامِ الدَّاخليّ للمُعْجَمِ العَرَبِيّ وَأثَرِ المَنَاهِجِ الُّلغويّةِ الحديثةِ فِي صِنَاعَتِهِ، إنَّما خَصّصتَهُ لِدِرَاسَةِ المَوادِّ المُعْجَمِيّةِ وَمُشْكَلاتِهَا وَطُرُقِ تَرتِيبِهِ. وَقَدْ تَمّ هَذَا البحث مِنْ خِلال خَمْسِ مَحَاوِرٍ؛ هِيَ: المُحْوَرُ الأوّلُ الذّي يَتَعرّضُ لِمَسْألةِ العِلاقةِ بَيْنَ الوحدةِ المُعْجَميّة وَمُحْوَرِ الدَّلالةِ، عِنْدَ مُخْتَلفِ المَدَارِسِ الُّلغويّةِ الحَديثةِ. وَتَطَرّق الثَّاني لِدِرَاسَةِ نَقْدِ الدَّارسِين المُحْدَثِين للموادِّ المُعْجَميّةِ عِنْد المُعْجَميين العَرَبِ القُدماءِ؛ إذْ صَنّفَت انتِقَادَاتِهِم تَبَعَاً لِلَمَدَارِسِ الُّلغويّةِ الحديثةِ التّي تَأثّرَ بِهَا هَؤلاءِ البَاحِثِين، مِن تَارِيخيّةٍ، وَوَصفيّةٍ، وَتَوليديّةٍ، وَوَظيفيّةٍ. ثمَّ تَبَعَهُ المِحْوَرُ الثَّالثُ الذّي يَدْرسُ اقتراحات الباحثين المحدثين مِن أجَلِ تَحْدِيثِ مَوادِّ المُعْجَماتِ العَربيّةِ الحديثةِ؛ إذْ صُنّفت اقتراحاتهم، أيْضَاً، عَلى وفق المَدارسِ الُّلغويّةِ الحديثةِ التّي تأثّروا بها، من منطقيّةٍ، وتاريخيّةٍ، ووصفيّةٍ، واجتماعيّةٍ، ووظفيّةٍ، وتوليديّةٍ. ثُمَّ ختمتُ هَذا المحورِ بدراسةِ نَهْجِ مُعَالَجَةِ الموادّ في المُعْجَماتِ العربيّةِ الحديثةِ. أمَّا المحورُ الرابعُ فَقَدْ تَطرّقتُ فِيه لِدِرَاسةِ مُستوياتِ الاستعمالِ في المُعْجَمِ العربيّ، وهي مستويات الاستعمال المعياريّة التّي سَادَتْ عِنْدَ المُعْجميين العَرَبِ بَعْد عَصْرِ الاحتجاجِ. ثُمَّ عَرَضْتُ مُسْتَويَات الاستعمال التّاريخيّة، فَدَرَسْتُ تَصْنِيفَاتهَا وَتَقْسِيمَاتها القديمة والحديثة، مِثْل المولّد، والمُعرّب، والدّخيل، والأعجميّ، وغيرها، وَذَلكَ بِعَرْضِ مَفْهُومِ هَذِهِ الظواهرِ عِنْدَ القُدَمَاءِ والمُحْدَثين، وَعَرْض المواقفِ المُتَبَاينة تِجَاه هِذِهِ الظواهرِ عُمُومَاً، وَتِجَاه إيرادها فِي المُعْجَمِ خُصُوصَاً، سواء من قدماءٍ أم محدثين. وَجَاءَ هذا المِحْوَرُ في سِتّةِ فُرُوعٍ؛ هي: الفرعُ الأوّلُ يَعْرِضُ معالجة المواد الاجنبية في المعجمات العربية الحديثة، وَيَدْرسُ الفرعُ الثّاني مستوياتِ الاستعمالِ الوصفيّةِ، وَذَلِكَ مِنْ خِلال عَرْضِ مُسْتَويَاتِ الاستعمالِ الوصفيّةِ الاجتماعيّةِ، وَذَلِكَ تَبَعَاً لِمُسْتَويَاتِهِا الاجتِمَاعيّة، مِنْ كَلِمَاتٍ رَسْمِيّةٍ، وَغَيرِ رَسْمِيّةٍ، وَتَأدّبيّةٍ، وَفَصيحةٍ، وَبَذِئيةٍ، وَمَحْظُورةٍ، وَمُبْتَذَلةٍ، وَنَابِيةٍ، وَسَوقِيّةٍ، وغيرها. ثُمَّ يَعْرِضُ مُسْتَويَات الاستعمالِ الوصفيّةِ الزّمنيّة، مِنْ ذَلِكَ تَصْنِيفِهَا إلى كَلِمَاتٍ مُحْدَثةٍ، ومُعَاصَرةٍ وَمُمَاتَةٍ، وغيرها. أمّا الفُرُوعُ (الثالث والرابع والخامس) فَتعْرِضُ مُسْتويات الاستعمالِ الوصفيّةِ المكانيّةِ، التّي تختصُّ بِدِرَاسةِ ظاهرةِ مُعَالجةِ العامّيّات في المُعْجَمِ العربيّ الحديثِ وَذَلِك مِن خِلال عَرْضِ إشكالات معالجةِ العامّيّاتِ في المُعْجَمِ العربيّ، وَعَرْضِ المَواقِفِ المتباينة تِجَاه أعدادها في المُعْجَمِ، ثُمَّ دِرَاسَة كيفيّةِ مُعَالَجتِهَا في المُعْجَمَاتِ العربيّةِ الحديثةِ. وَيَتَطَرّقُ الفرعُ السَّادسُ، وَهَو الأخيرُ مِنَ هَذا المحوَرِ، لِدِرَاسَةِ مُسْتَويَاتِ الاستعمال تَبَعَاً للتّصْنِيفَاتِ الاجتماعيّةِ، التّي تُصَنّفُ المستويات اعتماداً على تقسيماتٍ جغرافيّةٍ، مِنْ أهْلِ الحَاضِرةِ، وَأهْلِ المناطقِ الريفيّةِ، وعلى تصنيفاتٍ اجتماعيّةٍ، من طبقيّةٍ، وثقافيّةٍ، وفئويّةٍ، ومهنيّةٍ، وتخصّصاتٍ علميّةٍ، ومختلفِ الفئاتِ العمريّةِ، والجنسيّةِ. أمّا المحورُ الخامسُ، وَهُوَ الأخيرُ مِنْ هذا البحثِ، فخصّصته لدراسةِ طُرُقِ التّرتيبِ في المُعْجَمِ، عَرَضْتُ فيه ترتيبَ دلالاتِ موادِّ المداخلِ الثانويّةِ في المُعْجَمِ، من تَرْتِيبٍ تَاريخيّ، وَتَرْتِيبٍ وَصْفِيّ، وَتَرْتِيبٍ دلاليّ، وَتَرْتِيبٍ بِحَسَبِ الأفضليّة. وأخيراً عَرَضَ تَرْتِيب المداخل بِحَسَبِ هَدَفِ المُعْجَمِ، مَعَ دِرَاسَةِ مَدَى تَطْبِيق كُلِّ شَكْلٍ من أشكالٍ التّرتيبِ السّالفةِ الذكر في المُعْجَمَات العربيّة الحديثةِ . وَمِنَ الجديرِ باِلقَولِ لَقَدْ حَرَصْنَا كُلّ الحرصِ في هذه المَحَاورِ على عَرْضِ أثَرِ المدارسِ الُّلغويّةِ فِي تطوّرِ الحركةِ المعجميّةِ، مِنْ خِلالِ عَرْضِ أُسسِ هذه المدارسِ وَمَفْهومَاتِهَا، وَعَرْضِ مدى تَطابِق هَذِهِ المَدارسِ واختلافها، أوَ مَدَى تَكَامُلِ هَذِهِ المَدَارِسِ وَتَنَاقُضِهَا، وَعَرْضِ بَعْضِ الاقتراحاتِ لِحَلِّ بَعْضِ الصعوباتِ. وَعَرْضِ معالجةِ المُعْجَمَاتِ العربيّةِ الحديثةِ، فِي ضوءِ هَذِهِ التّطوّراتِ المُعْجَمِيّة، ولاسيّما المُعْجَمَات المؤسساتيّة منها، مِثْل (المُعْجَم الوسيط) لمجمعِ الُّلغةِ العربيّةِ في القاهرة، و(المعجم العربيّ الأساسيّ) للمنظمة العربيّة للتربيّة والثقافة والعلوم. أمَّا المُعْجَمَات الأخرى، فَيَقِفُ البحثُ عِنْدَ أبْرَزِ مَا أضَافته هَذِهِ المُعْجَمَات إلى الحركةِ المُعْجَميّةِ العربيّةِ وَتَتمّ هذه المعالجة في ضَوْءِ المدارسِ الحديثةِ، مَع مُقَارَنَتِهَا بِالمناهجِ المُعْجَميّةِ العربيّةِ القديمةِ عند كلّ جانبٍ من الجوانبِ المُعْجَمِيّة المَدْرُوسةِ، وَذَلِكَ لِمَعْرِفَةِ مَدَى تَقْلِيديّةِ المناهجِ المتّبعةِ أو حَدَاثَتِهَا، كَمَا قَارَنَ البحثُ، في بعض جَوَانِبِهِ، عِنْدَ مُعَالَجَةِ كُلِّ جَانِبٍ مِنْ جُوَانِبِ المُعْجَمِ بَيْنَ مُعَالَجَةِ المُعْجَمَاتِ العربيّةِ الحديثةِ وَمُعَالجةِ أبرزِ المُعْجَمَات الغربيّة الحديثة، مِثْل: مُعْجَم (لاروس) الفرنسيّ، ومُعْجَم (أوكسفورد) البريطانيّ، ومُعْجَم (ويبستر) الأمريكيّ، وَذَلِك بهدفِ الاطّلاعِ عَلَى بَعْضِ تَجَارب الغرب المُعْجَمِيّة، وللمقارنةِ بين الحركتين المُعْجَمتين العربيّة والغربيّة، لِمَعْرفةِ مَدَى تلاقيهما أو اختلافهما، وِلِمَعْرِفةِ مَدَى استجابتهما أو تأخّرهما عن تطبيقِ النّظريَاتِ الحديثةِ.

The content you want is available to Zendy users.

Already have an account? Click here to sign in.
Having issues? You can contact us here