
التبادل التجاري للدولة السبئية
Author(s) -
م.م. رويدة فيصل موسى النواب جامعة بغداد كلية الآداب
Publication year - 2019
Publication title -
lārk
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2663-5836
pISSN - 1999-5601
DOI - 10.31185/lark.vol1.iss6.942
Subject(s) - political science
منذ فجر التاريخ أقام اليمنيون في ارض اليمن حضارةً عظيمة، تنوعت تلك الحضارة التي تعد أصل العرب وأساس وجودهم على ارض الجزيرة العربية، إذ تعددت الدول اليمنية منذ قيام الدولة المعينية (1300-630ق.م)، فمملكة حضرموت التي عاصرت الدولة المعينية، وحكومة قتبان، لتكون قمة الحضارة العربية القديمة في تأسيس الدولة السبئية (800 ق.م ـ 115 ق.م) ، التي تعد بحق تاريخ اليمن القديم المرتبط بالموروث الحضاري والخصوصية العربية، إذ ارتبط اسم سبأ ارتباطا قدسيا بسيرة النبي سليمان (ع) وقصته المعروفة مع ملكة سبأ، التي ذكرها القرآن الكريم.
لقد اخذ السبئيون الريادة في التجارة البرية والبحرية ولاسيما في الجزيرة العربية والاتجار مع دول تلك المنطقة فضلاً عن مصر والحبشة والهند وحتى الصين. وكان لديهم قوة واقتصاد كبير ساهم في قوة الدولة السبئية وبسط نفوذها التجاري على معظم دول المنطقة آنذاك. وفي بحثنا هذا تم التطرق إلى دراسة التجارة عند السبئيين بشكل تفصيلي، نظراً لما تجسده هذه التجارة من أهمية كبيرة في تكوين العلاقات التجارية بين دول المنطقة قديماً ويهدف البحث الحالي إلى الكشف عن القوة الاقتصادية للدولة السبئية وما تمتلكه من مقومات النجاح ولاسيما في مجال التبادل التجاري البحري والبري وبيان الانتعاش التجاري للدولة السبئية بوصفها الدولة العربية التي تحمل المقومات والسمات الحضارية العربية الأصيلة.
تضمن الفصل الأول من البحث، دراسة التجارة في اليمن ، ولاسيما الدولة السبئية بوصفها الحد المكاني والزماني لرقعة البحث، فقد شمل هذا الفصل ثلاثة مباحث، تطرق المبحث الأول إلى الحياة الاقتصادية في الدولة السبئية، أما المبحث الثاني فقد تطرق إلى العلاقات التجارية بين الدولة السبئية ودويلات الجزيرة العربية، بينما تضمن المبحث الثالث دراسة المواد الأولية في التبادل التجاري في الدولة السبئية، والتي كانت تشمل الذهب والفضة والأحجار الكريمة فضلاً عن البخور والتوابل واللبان الذي يعد من أهم المواد الأولية التي كانوا يتاجرون به.
بينما تطرق الفصل الثاني إلى دراسة تأثير الجوانب الاقتصادية للزراعة والعمارة في تجارة الدولة السبئية، وكما فقد شهدت الدولة السبئية تقدماً وتطوراً في مجال العمارة والبناء ولاسيما السدود التي أقاموها لتنظيم الزراعة والحد من تدفق مياه السيول بقوة إلى أراضيها، ويعد السبئيون أول من انشأ السدود ويأتي سد مأرب المعروف كمعجزة في ذلك الزمن. وقد تم دراسة التأثيرات المعمارية والزراعية في تطور التجارة السبئية.
نأمل أن يكون بحثنا هذا كخطوة متواضعة أولى تسعى إلى بيان الأهمية الكبيرة التي جسدها اليمنيون القدماء بشكل عام والسبئيين بشكل خاص للإنسانية ولاسيما التجارة بوصفها جانباً من الجوانب المهمة التي تسهم في انتعاش الدول ولاسيما دول العالم القديم. ومن الله التوفيق.