مفهوم الشعور في فلسفة جان جاك روسو

ملخص البحث        تقتضي فلسفة الشعور عند روسو إلقاء نظرة وافرة على روسو الإنسان ، روسو المربي ، في عزلته ، في عقده الاجتماعي ، في أحلام يقظته ، في اعترافاته ، في مقالاته ما بين العلوم والفنون والموسيقى ، فضلاً عن أصليّ التفاوت واللغات ، ودين الفطرة . إنها حلقات متكاملة لا شيء فيها مفقود ، ورحلات فصول فكرية مفعمة بالحدوس والأحاسيس ، بل هي فلسفة شاعر استفتى قلبه لينصف الموسيقى برومانسية من العاطفة الحرة ، وأحبّ الطبيعة جوالاً منفرداً ليحلق فيها بخياله الأخاذ وتصويره الجمالي اللافت . انها فلسفة مُستحدثة لنظام جديد من الاحساس والعقل دشّنت ثورة أخلاقية كوربرنيكية سيقرها كانط فيما بعد ، نعم إنها فلسفة تقتضي أن نأخذ بوصية صاحبها ، علينا أن نستفتي قلبنا ، فعسانا أن " نقرأ روسو إلى أن تكّف جمال عباراته عن فتنة مشاعرنا " ، وعندها فقط نستطيع أن نتفحّصه في روية وتعّقل ، كما فعل ذلك فيلسوف المثالية النقدية حينما انتقل مع روسو من الحس الأخلاقي إلى الوجدان.