z-logo
open-access-imgOpen Access
التسليب عند الأحداث دراسة ميدانية في سجن الأحداث
Author(s) -
فريد علي أمين,
احمد حسن حسين
Publication year - 2019
Publication title -
lārk
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2663-5836
pISSN - 1999-5601
DOI - 10.31185/lark.vol1.iss4.969
Subject(s) - medicine
كلمة لا بد منها  قبل أن ندخل في بحث أسباب الانحراف وأيا كان نوع هذا الانحراف (بسيط أو خطير)، إذ لا بد من التطرق إلى عدة أمور هامة وضرورية مثل معنى السبب والعوامل والعلاقة الجدلية بينهما. نحن نفهم أولا "إن السبب هو مجموعة العوامل التي تتآزر وتتفاعل كي تحقق نتيجة ما أي أن السبب يتضمن القوة الدافعة التي أدت إلى الانحراف والسبب لا يصبح سببا" إلا إذا أمتلك هذه القوة. أما إذا أقتصر أثره على مجرد المساهمة في تكوين هذه القـوة فانه يعتبر مجرد عامل من عوامل الانحراف أو بعبارة أخرى فانه سيكون جزءا" من القوة الدافعة أو جزء من السبب. فمثلا نقول أن السيل الجارف هو الذي هدم السـد أو خـرب البيوت. أي أنه السبب في الهدم والتخريب. ولكن إذا قلنا هذا ووقفنا فان الحقيقة تبقى ناقصة. ولكن إذا حللنا هذا السبب إلى عوامله الأولية فأننا سنكون فكرة أوسع عن المشكلة التي نحن بصددها. وعلى هذا الأساس فلو قلنا أن السيل هو سبب الانهيار فيكون كلامنا غير دقيق لأننا أغفلنا مدى قوة السد وتحمله وكيفية بناؤه ونقاط الضعف فيه، وطبيعة الطبقات الصخرية التي أرسي السد فوقها. هـذه أيضا عوامل أخرى قد تشترك لتشكيل سبب آخر أدى إلى انهيار السـد. فإذا انتقلنا إلى ظاهرة جنوح الأحداث ، نجد أن علماء النفس يعتبرونها ظاهرة نفسية ترتبط بذات الفرد. وبعض علماء الاجتماع يعتبرونها ظاهرة ناتجة من خلل في البيئة الاجتماعية والطبيب يعتبرها ناتجة عن خلل فيزيولوجي. ورجل الدين يعتبرها ناتجة عن انحلال خلقي يصيب الفرد نتيجة التخلي عن العبادات، وعلماء الوراثة يعتبرونها صفة من الصفات التي يكتسبها الحدث عن طريق الوراثة، إذا كل فريق ينظر إلى الظاهرة من زاوية معينة وكأن الإنسان عبارة عن أجزاء منفصلة إلى جزء اجتماعي ونفسي وفيزيولوجي وأخلاقي ووراثي. فالنظر إلى الحدث المنحرف كوحدة منعزلة مغلقة على ذاتها هي نظرة قديمة وتجريد فارغ لا حياة فيه، لأن كل شيء هو لذاته وأيضا" للآخرين أي هو في علاقة مع شيء آخر.  أي أن الحدث يتفاعل في جملة علاقات مع الأسرة والمدرسة وفي المجتمع. فمثلا السلوك العدواني لا يمكن فهمه إلا في علاقة تضم طرفين تقوم بينهما حالة عداء. فالعدواني يحتاج إلى ضحية يصب عليها عدوانه ، ورغم تعارضهما فان علاقة العدوان تجمع ولكن علينا أن لا ننسى دراسة كل من الطرفين وموقف كل طرف من الآخر وأن لا نقتصر على دراسة أحدهما كما يفعل المنهج الميكانيكي. فالحقد والعدوان وكذلك الحب المنطلق من الطرف الأول ليصل إلى الثاني ، فالاستجابة بين الطرفين ضرورية لأجل تحقيق نوع السلوك.

The content you want is available to Zendy users.

Already have an account? Click here to sign in.
Having issues? You can contact us here