
فلسفة كانت التربوية وأثر جان جاك روسو فيها
Author(s) -
هبه عادل العزاوي
Publication year - 2019
Publication title -
lārk
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2663-5836
pISSN - 1999-5601
DOI - 10.31185/lark.vol1.iss4.967
Subject(s) - physics
عمانوئيل كانْت الفيلسوف الألماني معروف بثورته المعرفية – الشبيهة بالثورة الكوبرنيكية في العلم حين جعل الأشياء تدور حول الفكر، الحاصل بذاته على شرائط المعرفة، كي تصير موضوع إدراك وعلم, بدلا من أن يدور هو حولها، لكن لم يعرف لهذا الفيلسوف فلسفة في التربية, بسبب أن سمعته الفلسفية في المعرفة طغت على آرائه الأخرى من جهة, ولأن ليس له في التربية إلا مؤلف يتيم نشر عام 1803 أي قبل عام من وفاته, ولم يترجم إلى الانجليزية إلا عام1960([i]) . وقيل ان الكتاب ثمرة تدريسه مادة (مبادئ التعليم والتربية) في جامعة كامبردج التي تجبر قوانينها أساتذتها على تدريس هذه المادة بصورة متناوبة([ii]). غير انه يأسف لأنه لم يستطع في تدريسه تطبيق آرائه التي ذكرها في مؤلفه!؟ لكنه مع ذلك كان مدرسا ناجحا من الوجهة العملية([iii]).
كان عمانوئيل كانت يعتقد بطبيعة الإنسان الخيرة, أما الشر فليس سوى نتيجة الطبيعة غير المسيطر عليها, وهذا يوحي أن عملية التربية ستكون سهلة لان مهمة التربية هدفها الحفاظ على تلك الطبيعة الصالحة التي هي عليه. غير ان كانت يفاجئنا بالقول أن التربية هي مشكلة بل "أن أعظم مشكلة وأصعبها يمكن أن يكرس الإنسان نفسه لها هي مشكلة التربية"([iv]). لذا كان رأيه أن التربية يجب أن تكون تراكمية عبارة عن حلقات تتشكل عبر الأجيال, أي أن صعوبة التربية اقتضت أن تتقدم بصورة بطيئة وتكتمل بتعاقب الأجيال واستلام تركة الأجيال الماضية من الخبرة التربوية المتراكمة يقول: "التربية فن لا يمكن أن يصبح كاملا إلا من خلال ممارسة أجيال كثيرة, فكل جيل يزود بمعرفة الجيل السابق يكون اقدر على تحقيق تربية تنمي مواهب الإنسان الطبيعية"([v]). فإذا كانت التربية هي فن الخبرة المتراكمة صح كونها نشاطا يقوم به المربي على المتربي أو يقوم بها الفرد – ان كانت لديه تلك الخبرة على ذاته"([vi]). في بحثنا عرض للخبرة التربوية التي سيقدمها لنا الفيلسوف كانت التي أخذها بدوره عن الجيل الماضي بعامة – بحسب اعترافه هو في تعريفه السابق للتربية – والتربية التي أخذها عن الفيلسوف جان جاك روسو بخاصة. ومؤكد أن القول أن التربية هي فن الخبرة التراكمية لا يعني الأخذ عن السلف فحسب, بل يعني إضافة الجديد والتطور الذي يشكل التراكم المضاف المنظور إليه من تربويي المستقبل.
هوامش البحث:
[i] كانت, عما نوئيل: التربية, ترجمة د. عبد الرحمن القيسي, بغداد, 1998, مقدمة المترجم, ص7.
[ii] ماهر زادة, د. طيبة: فلسفة كانت التربوية, ترجمة عبد الرحمن العلوي, لبنان, 2001, ص9.
[iii] محمود, زكي نجيب وأمين, احمد: قصة الفلسفة الحديثة, ط6, مصر 1983, ص171.
[iv] كانت, عمانوئيل: التربية, ص22.
[v] كانت, عمانوئيل: التربية, ص21.
[vi] صالح, ذكاء مهدي: الواجب عند كانت, رسالة ماجستير , كلية الآداب , جامعة بغداد , قسم الفلسفة, 1999، ص118