
القواعد الفقهية المتعلقة بفكر الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
Author(s) -
د. هناء محمد حسين احمد التميمي
Publication year - 2019
Publication title -
lārk
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2663-5836
pISSN - 1999-5601
DOI - 10.31185/lark.vol1.iss36.1395
Subject(s) - computer science
الأنسان يمتلك مقومات الجنس البشري و استعداداته الوراثية النوعية لاكتساب المعرفة والسعي إلى الخير ، ولكن ليس كل إنسان يولد عاقلا , يعرف الحقائق ويعرف الحق ويتبعه , ويدرك الخير ويسعى إليه من تلقاء ذاته وبدون تربية و تعليم . وبالتالي فليس كل إنسان هو إنساني بالفطرة ، وإن كان يمتلك الامكانيات الفطرية التي تجعله إنساناً .. لان الإنسانية : مجموعة الأفكار والتصرفات الحميدة الصادرة عن الفرد والتي تدمج ما بين العقل والروح لتُبين أهمية وجود الإنسان وقيمته في المجتمع...ان مفهوم الإنسانية هو من أكثر المفاهيم التي يجمع عليها الناس.
ان الدين الاسلامي كرم الانسان ورفع شانه, وسعى بتعاليمه المتمثلة بالقران الكريم والسنة النبوية الشريفة لإقامة مجتمع انساني ذات طابع روحي وعقلي معا يتناسب مع فطرة الانسان السليمة في دولة اسلامية يسودها العدل والتسامح ,تحمل كل القيم الانسانية وتعمل بها ..هذه الدولة الانسانية التي ارسى قواعدها رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وحافظ عليها أهل بيته الكرام وأصحابه المنتجبين ...لها قواعد اساسية تبين كيفية تأسيس دولة عصرية انسانية تناسب كل زمان ومكان, هذه القواعد نستشفها من فكر و رؤى امامنا الخليفة الراشدي الرابع علي بن ابي طالب (عليه السلام ) صاحب الآراء الصائبة والسديدة في كل افعاله ,واقواله ,وخطبه ,ورسائله لأبنائه, و لعماله وولاته , والتي يحض فيها على اقامة العدل الالهي لتتحقق الدولة الانسانية العادلة ,ومنها : قاعدة" لا يشرع الا ما شرعه الله ولا يحرم الا ما حرمه الله ", و" حمل امور المسلمين على الصحة" , و" الحرية المتأكدة بمنعة المسلمين لا تنقض بالقهر ", و "حرمة النفس لا تكون دون حرمة المال", و" الاصل في الناس الحرية" , و" لا طاعة للسلطان في المعصية وانما الطاعة في المعروف", و" الكف عن الظلم واجب"... وان هذه القواعد اساسية في ادارة شؤون الدولة لكل من الراعي والرعية ... واعتقد ان من الواجب على كل مسلم مسؤول ,اي ما كانت مسؤوليته, معرفتها والعمل بها وتطبقها ,لأنها تبين لنا وببساطة ووضوح شديدين مدى صلاحية ديننا الاسلامي الحنيف لتنظيم شؤون افراد دولته ومن يعيش في كنفها ...الدولة الاسلامية الحقيقة الوسطية في كل احكامها المحترمة للإنسان لإنسانيته مسلما آم غير مسلم .
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى اله وصحبه المنتجبين