z-logo
open-access-imgOpen Access
ما أهمله ابن فارس في معجم مقاييس اللغة
Author(s) -
فليح خضير شني
Publication year - 2018
Publication title -
lārk
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2663-5836
pISSN - 1999-5601
DOI - 10.31185/lark.vol1.iss32.36
Subject(s) - psychology
لقد قام المعجم العربيّ على أمرين مهمين هما ؛ الجمع والتَّأليف ، وأَيُّ خلل في أحد هذين الأمرين سيجعل المعجم غير مستوفٍ للغرض الذي أُنشيء من أجله وهو جمع وتدوين ألفاظ اللُّغة العربية ، وفي هذا يقول ابن منظور: " ورأيتُ علماءنا بين رجلين ، أمَّا مَن أحسَنَ جمعه فإنَّه لم يُحسن وصفه ، وأمَّا مَن أجاد وصفه فإنَّه لم يُجد جمعه، فلم يُعَد حُسن الجَمع مع إساءة الوضع ، ولا نَفَعَتْ إجادة الوضع مع رداءة الجَمع"(1) ولقد أصاب هذين الأمرين خلل أدى إلى بروز ظاهرة المهمل.   فمن ناحية الجمع، فإنَّ المعجم العربي لم يجمع كلّ ما ورد على ألسنة العرب، فقد غفل المعجميون عن كثير من الكلمات فلم يدونوها ، والسبب في ذلك أنَّهم لم يستطيعوا تتبع القبائل في أماكن سكناها الواسعة ، فلم يسجلوا كلَّ ما تكلم به العرب ، ولم يدونوا ما كان يدور بين أبناء القبائل العربية من أحاديث في مختلف ظروف الكلام ؛ لأنَّ هذا الأمر لا يستطيع أي شخص القيام به إلا أن تكون له صفات خاصة ، ولهذا يقول الشَّافعيّ: " لسان العرب أوسع الألسنة مذهباً وأكثرها ألفاظاً ، ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي"(2) . وقال أبو عمرو بن العلاء : "ما انتهى إليكم ممَّا قالت العرب إلاَّ قلَّة ولو جاءكم وافراً لجاءكم علم وشعر كثير"(3) وهذا يعني أنَّ ما وصل إلينا من كلام العرب لا يمثل كلّ ما تكلم به العرب إنَّما هو نزر يسير من واسع كثير فُقِد ولم يَصلْ إلينا، وسبب فقدانه هو عملية الجمع الناقص، وعدم الاستقراء الكامل لكلِّ ما تكلم به العرب ، ممَّا أدى إلى إهمال كثير من الألفاظ وعدم ظهورها في المعجمات العربية.

The content you want is available to Zendy users.

Already have an account? Click here to sign in.
Having issues? You can contact us here