السيمياء اللغويّة- المُقَاربات والرؤى - قِراءة في كِتاب طَوق الحمامة لابن حزم الأندلسي

مصطلح السيمياء اللغوية هو مصطلح يتبنى دراسة العلامات اللغوية من إشارات ورموز وإيقونات في منظورها اللساني بربطها بعلاقات المعنى في شبكة تعالقية منظمة، وينتج عن ذلك  دلالات وإيحاءات وتأويلات، وعلى الرغم من أنّ السيميائية مصطلح كوني /عالمي بوصفها نظاماً قائماً على توزيع العلامات المنتظمة في مجالات الحياة كافة إلَا أنّ اللغة تُعدّ من أهم مجالاتها الإجرائية والتطبيقية؛ لأنّ اللغة في-أصلها- نظام من العلامات(مبرمجة علاماتية)، تعبر عن الأفكار والمعاني والتجارب. تركز السيمياء اللغوية على علامات العناصر اللسانية المنتجة للدلالات بإستقراء الوظائف النصية لهذه العناصر المساهمة في توليدات دلالية وذلك بربطها بشبكات علائقية –سياقية تنهض بالنصوص الأدبية- خاصة الشعرية- الى الإفصاح عن الإيحاءات والتأويلات فيها، هذه الدراسة مشروع قرائي سيميائي إجرائي، يتبنى معايير السيميائية واتخاذها آلية تطبيقية لتحليل الخطاب الشعري، متخذاً كتاب طوق الحمامة لابن حزم الأندلسي ميداناً لذلك، وقد تهيكلت الدراسة بثلاثة مباحث :  المبحث الأول: يتخصص هذا المبحث بسيمياء الألفاظ، ودورهذه الألفاظ بوصفها علامات لغوية في إنتاجية الدلالات متخذاً من عتبة العنوان بألفاظها ( رموزها) مادة لذلك، لبيان ما آلت إليه الدلالة اللفظية من إنعكاسات لأدوار دلالية تنهض بالنّص نحو الحركية وجمالية الاستهلال فيه. المبحث الثاني: يبحث في الدلالة الإيحائية، في ضوء استنطاق الرمزي المقدس الديني وسبر أغوارالمعنى فيه بربط علاماته الرمزية بإيحاءات النّص وكذلك ربط سياقه الديني بسياقه النّصي. المبحث الثالث: محاولة لإبراز جمالية التأويل في الرمزي التأريخي، بتوظيف تقنية القناع والتقمص بشخصيات تأريخية لها حضور تأريخي مع شخصيات مستمدة من واقع الشاعر نفسه.    وتجدر الإشارة أنّه قد اختيرت النصوص الشعرية في كتاب طوق الحمامة مادة تطبيقية للدراسة، واستبعدت قدر المستطاع المادة النثرية، لمبررات منها: أنّ الشعر فضاء أدبي مشحون بالشعرية والرمزية والقصدية والإيحائية والإشارية، وهذه الأنساق تدخل في صلب المنهجية السيميائية، كما أنّ هذه الأنساق  تبرز بمساحة دلالية وجمالية أكثر فاعلية وإنتاجية من النثر؛لأنّ النّص الشعري نص يعتمد على حركية الدلالية وجماليتها.