
اشكالية السعادة والقلق في ظل التقنية بين مارتن هيدجر واولريش بيك
Author(s) -
علاء كاظم الربيعي
Publication year - 2018
Publication title -
lārk
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2663-5836
pISSN - 1999-5601
DOI - 10.31185/lark.vol1.iss32.1245
Subject(s) - psychology
يتجلى البحث عن السعادة بما توفره القيم الاخلاقية من أسس وقواعد تُمكّن الفرد من السلوك نحو تحقيق السعادة والخير لذاته والاخرين, وهذا لا يقتصر على مشروع إيدلوجي محدد بل تشترك في ذلك مجالات ومشاريع مختلفة, وهذا ما تعهد العلم بتحقيقه للأفراد من المتعة والرفاهية بوساطة التكنلوجيا والتقنية , التي بإمكانها تخليص الأنسان من الواقع التعيس أو المعاناة, فالدراسة هذه لا تختص بماهية السعادة مفهوماً ودلالات , بقدر ما هو توضيح وتفكيك لمنطق الوهم الذي قامت عليه هذه المشروعات الايدلوجية , إذ أن التكنلوجيا والتقنية مثلما اختزلت الكثير من الوقت, والتقريب بين المسافات, والانجازات العلمية الهائلة التي خدمت الأنسان, إلا إنها في ذات الوقت استوعبته , ليتحول الى هامش على ما جاء به العلم, بعدما كان مركزًا يحرك الطبيعة والعلم معاً, ليتبدد جهده الى هيمنة يخضع لها, ومن كونه منتج الى مستهلك فحسب.
أن تطور الجانب التطبيقي للعلوم فيما يخص الأجهزة التقنية التي ابُتكرت خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر أدى الى التطرف والمغالاة في النظر الى نتائح هذه العلوم , إذ غيرت التطبيقات العلمية وجه الحياة في العالم كاختراع التليفون والتلغراف والتصوير الفوتغرافي والسينما والسيارة ...الخ. وكانت نتيجة ذلك سيادة نوع من الايمان المتطرف بالعلم , وصل إلى حد الاعتقاد بأن العلم الدقيق والمعرفة العلمية الدقيقة ووتطبيقاتها التقنية هي وحدها القادرة على أن تاخذ بيد البشرية في الطريق الموصل الى السعادة والكمال , متجاهلة بذلك ما يمكن أن يقدمه الفن أو الشعر أو الادب أو الأستبصار الاخلاقي [i].
لم يتوقف تطور التقنية على اختزال دور الانسان بل عملت على أعادة انتاجهُ وفق ما تخطط له وما تتبعه, وذلك من بث البرامج العلمية والاجتماعية , إذ يتحول تفكير الأنسان من ما هو جوهري ومن كَونهُ خليفة يحمل رسالة انسانية, لم يكلف بها إلا هو على سائر الموجودات الى تحجيم وجوده وغاياته في اشباع الرغبات فحسب, ولا تكون السعادة إلا بهذا المعنى. لكن الأسئلة التي يمكن بحثها في مدى اخفاق التقنية في تحقيق السعادة. والانحراف عن ما جاءت به, وهذا ما نبحثه على مستوى العرض والتحليل والنقد عند فلاسفة وعلماء اجتماع وهو على سبيل الايجاز وليس الحصر كل من( مارتن هيدجر1889- 1976م, اولريش بيك 1944- 2015م).
[i] - زكريا , فؤاد : التفكير العلمي , سلسلة عالم المعرفة يناير 1987 ص147.ِ